وسط احتدام السباق بين الرئيس الأميركي جورج بوش ومنافسه الديموقراطي جون كيري، تحولت الأنظار الى مناظرة الساعة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس: الديموقراطي جون ادواردز والجمهوري ديك تشيني والمقررة فجر غد الاربعاء الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش في ولاية أوهايو، بعد تحضيرات للمرشحين شملت صيد السمك لتشيني، وتناول ال"برغر النيويوركية" لادواردز. وفيما ترتفع نسبة التوقعات لأداء أفضل من تشيني 63 عاماً، والذي يعتبره البعض "أقوى نائب رئيس أميركي" تاريخياً نظراً لخبرته الطويلة 35 عاماً في الميدان السياسي في مقابل ستة سنوات لأدواردز 51 عاماً ومعرفته ببيروقراطيات واشنطن الرسمية والحزبية، يتخوف الفريق الجمهوري من كاريزما ادواردز البارزة واتقانه لغة الهجوم في ظل ابتسامة تميزه عن تشيني. واشار استطلاع لمجلة "نيوزويك" أمس الى اقتصار نسبة التأييد لتشيني على 44 في المئة في مقابل 50 في المئة لادواردز، وتقدم كيري على بوش بنسبة 52 في المئة في مقابل 49 في المئة. ويسعى تشيني الى الثأر من المناظرة الأولى بين كيري وبوش والتي "كانت مخيبة للأمل" بحسب تصريحات البيت الأبيض وساهمت في اعادة السباق الى خط البداية وتعادل 49 في المئة في استطلاع غالوب الذي سجل 13 في المئة تقدماً لبوش قبل خسارته اللقاء. ويتوقع أن يركز تشيني على اعتداءات 11 أيلول، وقوة الادارة في محاربة الارهاب، كما ينتقد قلة الخبرة السياسية لدى منافسه وعدم قدرته على تولي الرئاسة في حال غياب الرئيس. وسبق لتشيني أن تغنى بصفاته القيادية والتي "على رغم صلعي تميزني عن منافسي" مقارنة بكثافة شعر أدواردز. وسبق أن اتهم تشيني الفريق الديموقراطي ب"ليونته في الحرب ضد الارهاب" وانتقد استخدام كيري تعبير "حرب أكثر حساسية في أفغانستانوالعراق"، مشيراً الى أن بن لادن لم يكن "كثير الحساسية" عندما هاجم الولاياتالمتحدة. ويستفيد ادواردز من انتقادات الرأي العام الأميركي لتشيني، خصوصاً في الحرب على العراق وعقود اعادة الاعمار والفضائح البيئية والاستخباراتية المتعلقة بتشيني. وسيتولى ادواردز، المحامي البارز في قضايا المستهلك، مهاجمة رصيد شركة هاليبرتون العملاقة للنفط في العراق وخلافاتها مع وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون لرفع قيمة فواتير القوات الأميركية. وتولى تشيني ادارة الشركة لمدة خمس سنوات قبل وصوله الى البيت الأبيض عام 2000. كما سيتهم ادواردز منافسه ب"شد الادارة الى اليمين" وحض الرئيس على مهاجمة العراق والاصرار على وجود "رابط عملي" بين صدام حسين و"القاعدة"، على رغم نفي التقارير الاستخباراتية ذلك. كما سينتقد ادواردز، ابن الطاحونة من ولاية نورث كارولينا، ارتباطات تشيني بشركات النفط ورفضه الافصاح عن اجتماعات مع بعضها وقيامه برحلات شخصية على حساب الادارة.