انعكس طقس ولاية "أريزونا" الأميركية الحار على المواجهة الثالثة الأخيرة بين المرشحين للرئاسة الأميركية: الديموقراطي جون كيري والرئيس الجمهوري جورج بوش، والمقررة ليل غد الخميس الواحدة بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش، وسط احتدام في استطلاعات الرأي وشكاوى قضائية بين الحملتين قبل عشرين يوماً من موعد الانتخابات. وتوقعت الحملتان الديموقراطية والجمهورية مواجهة ساخنة بين المرشحين تتعدى الاطار الاقتصادي والاجتماعي للمناظرة لتشمل قضايا الارهاب والامن القومي. وتستفيد الحملة الجمهورية من تفوق الرئيس بوش 58 عاماً في مسائل الأمن القومي ومكافحة الارهاب، التي وصلت الى 17 نقطة في استطلاع "سي أن أن" ومركز "غالوب" الاحصائي، مع حفاظ كيري على تقدمه عموماً وبنسبة 49 في المئة في مقابل 48 في المئة لبوش، وتعادلهما بنسبة 45 في المئة في استطلاع مركز زغبي. واشارت الأرقام الى ارتفاع حظوظ كيري، الذي فاز في المواجهتين السابقتين بحسب استطلاع "غالوب"، في مناظرة الغد. وتوقع 54 في المئة حسمه المناظرة في مقابل 36 في المئة توقعوا فوز بوش بها. وكانت حملة بوش - تشيني بدلت في مفرداتها الهجومية بادراج تعبير "ليبرالي ماساشوستس" بدل "المتقلب" لوصف كيري ورصيده في مجلس الشيوخ، في حين ضاعفت حملة كيري - ادواردز جبهاتها الهجومية لتشمل أسعار الوقود المرتفعة، والتي تخدم "مصالح الادارة الحالية وارتباطاتها بشركات النفط" كما اكد كيري. وانضمت تيريزا هاينز كيري 66 عاماً، زوجة المرشح الديموقراطي، الى قافلة الهجوم بصراحتها المعتادة وأكدت أمام حشد انتخابي أن زوجها "لن يقود البلاد الى حرب طمعاً بالنفط"، في وقت ارتفعت حدة الأصوات المعارضة للحرب على العراق في أوساط الرأي العام الأميركي. وتساعد هاينز كيري في جذب العنصر النسائي في السباق، الذي اثبت تاريخياً ميوله الديموقراطية وساعد المرشح السابق آل غور في الفوز "بالصوت الشعبي" عام 2000 على رغم خسارته صوت "الكليات الانتخابية" وبالتالي البيت الأبيض. وأقدمت الحملة الديموقراطية أمس على رفع دعوى قضائية ضد مجموعة "سان كلير" الاعلامية والممولة للحملة الجمهورية. اذ عمدت الشركة الى تصوير فيلم وثائقي ينتقد سجل كيري في حرب فيتنام، ويصور معاناة "سجناء الحرب" الأميركيين الذين هاجمهم بعد انهاء خدمته في "مستنقع فيتنام". وسيتم عرض الوثائقي عبر 62 محطة تلفزيونية تملكها الشركة في 18 ولاية حاسمة انتخابياً عشية فتح الصناديق في الأول من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتضمنت الشكوى اتهامات بمخالفة قوانين اللجنة الفيديرالية وتمويل الحملة الجمهورية في شكل غير مباشر.