باتت نهاية ما يسمى بالمستعمر الداخلي في السودان، قاب قوسين أو أدنى من السقوط. فكل اركان النظام اهتزت، وحاصره المجتمع الدولي بكل أدلة جرائم الحرب التي يرتكبها. فأصبح الانقاذ كالنمر الجريح الذي يبحث عمن يسعفه. وعندما يأتي المنقذون لإنقاذه، يغرز أنيابه في كل مسعف له، متشبثاً بالاستمرار في الحياة كي يفترس ما تبقى من الأبرياء. عندما ذهبت الأممالمتحدة الى دارفور لتبين للعالم حجم المأساة التي وصل اليها النازحون، وحصرت تقديرات الوفيات من المرض والجوع، بما يقارب ال70 ألف شخص، أي بمعدل 10 آلاف شخص كل شهر، منذ آذار مارس الماضي، قامت حكومة "الانقاذ" بشن هجوم كاسح على هذه التقديرات، معتبرة إياها مزايدات وأكاذيب. وحجم المأساة في دارفور يفوق هذه التقديرات، والأوضاع الانسانية في غاية المرارة وتنذر بكارثة انسانية كبيرة. ولا يزال التنكيل مستمراً، كهجوم الجنجويد على منطقة بئر سليمة، في 15/10/2004، وقتل ما لا يقل عن 17 مواطناً. هؤلاء الضحايا يفوق تعدادهم رقم الأممالمتحدة. وان تشكيك الحكومة السودانية في هذه المأساة هو نوع من المراوغة لكسب الوقت أمام هزائم في كل الواجهات. وقول عثمان يوسف أن هناك عودة طوعية للنازحين تعدت الخمسين في المئة كذب. فكيف لمتشرد ونازح أن يرجع كي يعيش تحت رحمة القاتل وجنجويده؟ ان قادة نظام الخرطوم هم قادة الجنجويد. قادة الخرطوم هم الذين يخرج من أفواههم الأمر بالقتل وحرق القرى واغتصاب النساء. فعلى المجتمع الدولي محاسبتهم عاجلاً. القاهرة - مهندس محمد رحمة أبكر عضو التحالف الفيديرالي الديموقراطي السوداني [email protected]