أقر السودان بوقوع انتهاكات لحقوق الانسان في اقليم دارفور من قبل مسلحين، وذلك قبل اسبوع من انتهاء المهلة التي حددتها الاممالمتحدة لاعادة ارساء الامن في هذه المنطقة. وسلم وزير العدل علي محمد عثمان ياسين المراقب الدولي للجنة الدولية لحقوق الانسان الغاني ايمانويل اكوي، لائحة باسماء ثلاثين عنصرا من ميليشيا الجنجويد متهمين بارتكاب جرائم وخصوصا جرائم اغتصاب في حق نساء من النازحين. وقال ان الحكومة لا تنكر حدوث انتهاكات لحقوق الانسان لكنها في الوقت ذاته لا تحمي مرتكبيها. وطلب الوزير مساعدة المراقبين الدوليين والجمعيات الطوعية الى تقديم كل المعلومات التي تملكها خصوصا تلك المتعلقة بقضايا الاغتصاب الى السلطات. وياتي هذا الاعتراف بينما يستعد مجلس الامن الدولي لاتخاذ موقف بشأن الوضع في دارفور اعتبارا من الثلاثين من آب/ اغسطس لا سيما في جانب حقوق الانسان. وطلبت الاممالمتحدة من السودان تجريد ميليشيا الجنجويد من اسلحتها قبل نهاية آب/ اغسطس تحت طائلة فرض عقوبات عليه. وتتهم المنظمات الانسانية والاممالمتحدة ميليشيا الجنجويد بانها طردت السودانيين ذوي الاصول الافريقية من اراضيهم في دارفور. وفي تقرير نشر يوم الجمعة تحدث مدير العمليات في المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة جان ماري فاخوري عن شهادات جديدة حول اغتصاب نساء اضطررن الى مغادرة المخيمات بحثا عن الحطب للتدفئة. وقالت امرأة تبلغ من العمر 43 عاما ان النساء يغتصبن يوميا لكنهن يواصلن الخروج من المخيم بحثا عن الحطب لانه عندما يجازف الرجال بذلك يقتلون. وقد اعلنت نيابة الفاشر عاصمة دارفور يوم السبت توجيه التهمة الى 13 شخصا بينهم موظفان في منظمة اجنبية، اتهموا بفبركة شريط فيديو يظهر فيه جنود سودانيون يرتكبون عملية اغتصاب.وأمس بدأت وفود تصل الى ابوجا عشية المفاوضات حول النزاع في دارفور التي ينظمها الاتحاد الافريقي. والتقى وفدا الحركة من اجل العدل والمساواة وجيش تحرير السودان، المجموعتان المسلحتان اللتان تخوضان حركة تمرد في دارفور منذ 18 شهرا، في فندق كبير في ابوجا. وسيترأس وفد الخرطوم وزير الزراعة مجذوب الخليفة. وفي الوقت نفسه، وصل وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم في طائرة الى العاصمة النيجرية، حسبما ذكرت مصادر في المطار، ما يؤكد على ما يبدو معلومات افادت ان الزعيم الليبي معمر القذافي لن يتوجه الى نيجيريا. كما توجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى ابوجا أمس للمشاركة بصفة مراقب في مفاوضات الفصائل السودانية. وقد نظمت مفاوضات الفصائل السودانية حول الازمة في دارفور بدعوة من رئيس نيجيريا اولوسيغون اوباسانجو الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي. ويأمل الرؤساء الافارقة ان تسمح هذه المفاوضات ببدء حوار بين المتمردين والخرطوم وان تفتح الطريق لنشر قوة من الاممالمتحدة قوامها الفا عنصر في دارفور لحماية مراقبي وقف اطلاق النار وعمليات تسليم المساعدة الانسانية. وتفيد ارقام الاممالمتحدة ان الازمة في دارفور تطال نحو 1.6 مليون شخص، بينهم حوالي 1.4 مليون نازح. واسفرت الحرب الاهلية عن سقوط ما بين ثلاثين وخمسين الف قتيل منذ اندلاعها قبل 18 شهرا.