بعد يوم على انهيار المفاوضات مع ممثلي الفلوجة إثر رفضهم طلب الحكومة العراقية الموقتة تسليم الاسلامي الاردني "أبو مصعب الزرقاوي" الذي تبنت جماعته تفجيرين داخل المنطقة الخضراء أسفرا عن مقتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة أميركيين فيما اعتبر رابع في عداد المفقودين أول من أمس، قصفت طائرات حربية أميركية "مواقع محتملة" شملت مركزاً للتخطيط ومخزناً للاسلحة يستخدمهما أنصار الزرقاوي في المدينة، ما أودى بحياة ثلاثة أشخاص وجرح سبعة آخرين، واعتقلت رئيس وفدها المفاوض ورئيس شرطتها. وجاء ذلك في وقت دعت هيئة علماء المسلمين الى عصيان مدني ولوحت باعلان "الجهاد" في أنحاء العراق وسط حركة نزوح واسعة تشهدها الفلوجة نتيجة عمليات القصف، في حين واصلت القوات الأميركية والعراقية ارسال تعزيزات عسكرية الى جوارها. وفي أول بيان عسكري عن عمليات القصف هذه، أعلن الجيش الأميركي أن "الوضع القائم في مدن معينة في العراق غير مقبول"، لكنه لم يؤكد أن العملية تستهدف استعادة السيطرة على الفلوجة، مشيراً الى أنها "تعد تحذيراً للقوات المعادية للعراق في المدينة". وأوضح البيان أن "قوات الأمن العراقية والقوة المتعددة الجنسية شنت منذ 14 تشرين الأول اكتوبر عمليات في الفلوجة ومنطقتها لمنع القوى المعادية للعراق من اعداد هجمات ارهابية". وتابع أن هدف العملية "ضرب عناصر ارهابية... يريدون شن هجمات خلال شهر رمضان على قوات الأمن العراقية ومدنيين أبرياء". وأوضح الناطق باسم قوات مشاة البحرية الأميركية المارينز لايل غيلبرت أن اكثر من ألف جندي، كتيبة من الجيش وكتيبة من المارينز، ودبابات وقوات عراقية خاصة توجهت نحو الفلوجة عند العاشرة من ليل أول من أمس. وأضاف أن "الوحدات تتقدم ومهمتها تقضي بتعطيل قدرات العدو على شن هجمات ارهابية في مناطق العملية، وخصوصاً في الفلوجة... وسينجزون مهمتم مهما استغرق ذلك من وقت". ورفض غيلبيرت الافصاح عما اذا كانت القوات دخلت المدينة ووصف العملية بأنها كبيرة. وأفاد سكان في الفلوجة أن الهدوء عاد بعد ليلة من القصف العنيف، فيما أكد مصدر طبي في مستشفى المدينة أن العملية أسفرت عن سقوط ثلاثة قتلى وسبعة جرحى. وكان رئيس الحكومة العراقية الموقتة أياد علاوي هدد الاربعاء الماضي الفلوجة بشن هجوم واسع النطاق ما لم يسلم سكانها الزرقاوي وأنصاره، لكن الوفد المفاوض أعلن تعليق المفاوضات مع الحكومة التي وصفها بأنها "هزيلة"، احتجاجاً على تصريحات علاوي. وكانت واشنطن وبغداد تعهدتا استعادة البلدات والمدن التي يسيطر عليها المقاتلون قبل الانتخابات العامة المقررة في كانون الثاني يناير المقبل، في حين دخلت الحكومة العراقية في مفاوضات مكثفة مع سكان المدن الخارجة عن نطاق سيطرتها. وأوضح الجيش أن غارات الفلوجة أصابت "مواقع قيادة وسيطرة" يستخدمها كبار زعماء مجموعة الزرقاوي لتخزين أسلحة والتخطيط لهجمات، مضيفاً أن الهجمات الجوية منذ ليل أول من أمس دمرت مواقع للزرقاوي. في هذا الاطار، أعلنت الشرطة العراقية في الفلوجة أن قوات مشاة البحرية الاميركية مارينز اعتقلت كبير مفاوضي الفلوجة خالد حمود الجميلي وقائد شرطتها صابر الجنابي واثنين اخرين من ضباط الشرطة. وأوضحت أن المعتقلين احتجزوا فيما كانوا يحاولون اجلاء أسرهم من الفلوجة التي تتعرض لقصف أميركي مستمر، ونقلهم الى بلدة قريبة بعد ليلة من القصف الجوي الأميركي العنيف. في المقابل، أصدرت هيئة علماء الفلوجة بياناً القاه الشيخ محمود عبد العزيز بعد صلاة الجمعة في جامع ام القرى في المدينة. وجاء في البيان الذي تسلمت "الحياة" نسخة منه ان الفلوجة ستوحد صفوف المسلمين لمقارعة المخططات الصهيونية - الأميركية. وذكر البيان أن اهالي الفلوجة مجمعون على عدم وجود الزرقاوي في المدينة وانه أكذوبة أميركية تشبه احتلال العراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل. وأكد البيان ان علماء الدين والجهات الاسلامية ستعلن الجهاد في جميع انحاء العراق والنفير العام ضد الاحتلال. وفي مدينة هيت، دخلت قوات الحرس الوطني المدينة اثر اتفاق أبرم مع اهلها يوم الاربعاء الماضي.