كشفت مصادر عراقية من هيئة الوقف ان اكثر من مائة مسجد تعرضت لانتهاكات ومداهمة من القوات الامريكية في العراق خلال شهر نوفمبر الجاري وكان العدد الاكبر من هذه المساجد في مدينة الفلوجة حيث انتهكت القوات الامريكية حرمة اكثر من 70 مسجدا في المدينة بحجة وجود اسلحة فيها ودمرت بعضها. ويتوقع علماء عراقيون ان تستمر حملة انتهاك حرمة المساجد في مدينة الموصل بعد الفلوجة والرمادي وبغداد خاصة بعد ان بدأت القوات الامريكية بالسيطرة على الموصل وتنفيذ خطة عسكرية لمواجهة المسلحين وبعد اعلان الحكومة العراقية المؤقتة أنها ستعتقل ائمة المساجد الذين يحرضون ضد الاحتلال . وكان ثائر النقيب المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي قد اكد ان الحكومة اصدرت اوامرها الى وزارة الداخلية باعتقال ائمة المساجد الذين يحرضون على العنف، على حد تعبيره. ولم يكشف النقيب عدد الشيوخ الذين القي القبض عليهم حتى الآن، لكنه اشار الى انهم سيحاكمون بهذه التهم،وان من يحرض على العنف سيعتبر مشاركا فيه. وكان وزير الداخلية العراقي فلاح النقيب قد حذر في وقت سابق من سماهم بمرضى المنابر وهدد باتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم في حال التحريض على العنف ومقاومة الاحتلال . وتزامنت هذه الإجراءات الامنية المشددة لحكومة علاوي مع هجمات نفذتها قوات من المارينز والحرس الوطني العراقي على مسجد ابي حنيفة في بغداد واعتقلت اكثر من 15 شخصا وقتلت اثنين واصابت 12 آخرين بجروح داخل المسجد بعد صلاة الجمعة بعد يومين من انتهاك حرمة مسجد ابن تيمية في بغداد. الشيخ زكريا يحيي خطيب جامع ابن تيمية والعضو في الهيئة العليا للشورى والافتاء الذي ينوب في صلاة الجمعة عن شيخ المسجد المعتقل مهدي الصميدعي قال ان علماء الدين المسلمين في العراق والعديد من الهيئات والاحزاب قد استنكروا اعتقال الشيخ الصميدعي والعشرات من رفاقه الذين كانوا معه وهم يؤدون عباداتهم في المسجد الذي انتهكت حرمته القوات الامريكية دون توجيه تهمة محددة. وانكر الشيخ زكريا ادعاء القوات الامريكية وجود اسلحة في الجامع موضحا انها كانت اسلحة شخصية بسيطة للحماية من اللصوص وموجودة في كل بيت او جامع في ظل انعدام الامن. الشيخ زكريا قال: اذا كانت قوات الاحتلال تعتقد إنها ستسكت باعتقالها العلماء الاصوات المعارضة وانها ستساعد بذلك علي انجاح الانتخابات، فانها واهمة. لان عدم احترام علماء الدين يؤدي الي الاصرار على اتساع الرفض الشعبي. واضاف ان المعتقلين من هيئة علماء المسلمين جزء منا ونحن يد واحدة ولسان واحد. ووصف هجوم قوات الاحتلال على الفلوجة ومساجدها وما سيتبعه في الرمادي والموصل بأنه فتح نزيفا كبيرا من الدماء لانه عدوان على رمز اسلامي قبل ان يكون عدوانا على مدينة عراقية. وقال الشيخ زكريا طاذا تصوروا ان قضية الفلوجة قد انتهت فهم واهمون، فآثارها لن تنتهي ابدا، والمطالبون بالثار لدماء قتلاهم لن يسكتوا، وكان الاولى بهم اذا ارادوا حل المشكلة القبول بالمفاوضات والتعاون مع هيئة علماء المسلمين والهيئة العليا للشورى والفتوي باعتبارهما هيئات لها قاعدة وسط الشعب العراقي، ولكن الامريكان فضلوا التعامل مع من يمثلونهم في الحكومة لانهم ارادوا اذلال العراقيين. وهم تعمدوا اهمال الجميع. وعن احتمال تأثير مشكلة الفلوجة والانتخابات على اثارة الانقسام في المجتمع العراقي واحتمال وقوع الحرب الاهلية، اوضح الشيخ زكريا ان الحرب الاهلية لن تقع ابدا في العراق وهي كذبة امريكية تحاول الترويج لها وتعمل لتحقيقها بكل الطرق، لان شعب العراق شعب اصيل واهل دين ومتعاون بكل طوائفه على مدى التاريخ، وقد ظهر في معارك الفلوجة الاخيرة كيف رفض الكثير من افراد الحرس الوطني القتال ضد اخوانهم في الفلوجة رغم سعي امريكا لاشعال الحرب الاهلية بينهم.