توالت مفاجآت تشرين الأول أكتوبر في الأسبوع الأخير من السباق الرئاسي الى البيت الأبيض، وتصدرها شريط جديد لتنظيم "القاعدة" مدته 75 دقيقة يهدد بعمليات افظع من 11 أيلول سبتمبر 2001، يرافقه جدل اعلامي وانتخابي حول المواد المتفجرة المفقودة في العراق والأصوات المفقودة في ولاية فلوريدا الحاسمة. ونقل موقع "درادج ريبورت" الاخباري أن مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي أي، أعلن بعد فحص الشريط الذي تسلمه من شبكة "أي بي سي" التلفزيونية، صحته ومصدره، أي "القاعدة". وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الشريط يتضمن تهديداً من التنظيم الإرهابي بشن هجوم جديد أكثر دموية من اعتداءات 11 أيلول. ونسبت إلى مديرين في "أي بي سي" قولهم إن المشكلة تتمثل في أنهم لا يستطيعون التأكد من جدية التهديد الوارد في الشريط أو حتى من هوية الشخص المتكلم، الذي يتحدث بالانكليزية ويقول: "إن الدماء ستسيل في شوارع أميركا". ولم تحسم "أي بي سي" قرارها بعد ببث الشريط قبل موعد الانتخابات خوفاً من "استغلاله لغايات انتخابية" تخدم بمعظمها الرئيس جورج بوش المتفوق في سياسة الأمن القومي، على رغم حرص الشبكة على أن تكون صاحبة السبق في إذاعة الشريط. وذكر أن عنصر "القاعدة" الذي يتحدث في الشريط بلكنة أميركية يغطي وجهه بقناع. وقالت "واشنطن بوست" إن منتجاً في "إي بي سي نيوز" حصل على الشريط مطلع هذا الاسبوع من وسيط في باكستان في مقابل 500 دولار وإن مقر الشبكة في نيويورك حصل على نسخة منه. ويعكس ذلك الانقسام الاعلامي الحاصل في الولاياتالمتحدة قبل أربعة أيام من السباق. وفي وقت سعت وسائل الاعلام المقربة من الادارة صحيفة واشنطن تايمز - محطة فوكس نيوز - برنامج راش ليمبو الاذاعي والناطقة باسم الحملة الجمهورية الى تحويل النظر عن فضيحة المواد المتفجرة في العراق أو ابعاد اللوم عن الادارة والتركيز على تقارير تشير الى أن الحادثة حصلت قبل وصول الجيش الأميركي الى العراق في آذار مارس 2003، ضغطت الحملة الديموقراطية في الاتجاه المعاكس. ونجح المرشح الديموقراطي جون كيري وللمرة الأولى في السباق في الانتقال بالكرة الى ملعب الادارة في موضوع الحرب على الارهاب، وتحويل الحملة الجمهورية الى الخط الدفاعي، مطالباً بتفسيرات واجابات حول الحادث. وجاءت الأنباء الواردة من ولاية فلوريدا عن "اختفاء" 58 ألف صوت تعود الى "الغائبين" والموجودين خارج الولاياتالمتحدة، لم تصل الى الولاية التي يتولى حاكميتها جيب بوش شقيق الرئيس الحالي، في الوقت المتوقع. وعدا عن القوات الأميركية، تذهب أصوات الأميركيين في الخارج بأكثرها الى الحزب الديموقراطي. وتخوف المراقبون من وقوع سيناريو أسوأ من عام 2000 والذي اعطى اصوات الهيئات الانتخابية ال27 لبوش وبفارق 537 صوتاً، بعد نزاع وصل الى المحاكم العليا بين الفريقين. وسجلت فلوريدا هذا العام 1548573 ناخباً جديداً متوزعين بأرقام متساوية بين الحزبين، مما يحتم سخونة المعركة وتضييق الهامش بين الاثنين. كما سجلت ولاية أوهايو التي انتزعها بوش بفارق 166 ألف صوت عام 2000، 351 ألف ناخب جديد هذا العام، يحظى الديموقراطيون بأفضلية في صفوفهم. وحسمت محكمة الولاية الجدل القائم أمس، في شأن الاصوات ال35 ألفاً المسجلة على اللوائح، ونقضت الطعن الجمهوري وبتت صحة تسجيلهم وبالتالي حقهم في الاقتراع. واشارت الاستطلاعات الى تقارب السباق وتعادل المرشحين في فلوريدا، مما استدعى حملة من بوش لنقل المعركة الى ولاية ميشيغان 17 هيئة انتخابية في حال خسارة الولاية. كما توجه كيري معتمراً قبعة لفريق ال"رد سوكس" بطل العالم الجديد في البايسبول، الى ولايات الوسط الغربي أي مينيسوتا وأيوا وويسكونسن في استراتجية دفاعية للمحافظة على خطها الديموقراطي.