شهدت المصارف العراقية ومحلات بيع العملات الأجنبية في الثلث الأول من شهر رمضان المبارك إقبالاً ملحوظاً على شراء الدولار الأميركي، حيث تشير المبيعات خلال هذه الفترة إلى ارتفاع في مستوى الشراء من قِبل التجار والشركات والمواطنين قياساً إلى الفترة السابقة. قال مصدر في أحد المصارف العراقية الخاصة ل"الحياة"ان الإقبال على شراء الدولار الأميركي يتمثّل أكثر في المزاد اليومي للعملات الذي ينظّمه البنك المركزي، حيث بلغت الكمية المباعة فيه خلال الأيام الثلاثة الماضية ما يزيد على 71 مليون دولار،"الأمر الذي يعكس جانباً من حجم الطلب"الذي تزايد في الفترة الأخيرة من قِبل المموّلين للصفقات التجارية، خصوصاً تلك التي تتصل بمشتريات شهر رمضان والاستعدادات الجارية لعيد الفطر المبارك المرتقب. لا تأثير على الدينار وأكّد المصدر ان هذا الإقبال المتزايد على شراء الدولار لم يؤثّر على أسعار صرفه ازاء الدينار العراقي، حيث"ظلت قيمته محافظة على مستواها ولم تتغير منذ شهر أيار مايو الماضي"، مشيراً إلى نجاح الآلية التي استخدمها البنك المركزي منذ أكثر من عام، إذ لا يزال السعر الذي يراوح عنده المزاد بيعاً وشراءً هو 1460 ديناراً للدولار الواحد. وعزا المصدر أسباب ارتفاع الطلب على الدولار إلى الوضع الاقتصادي"النشط"للسوق العراقية حالياً، وهي"حالة تتميّز بالانتعاش المتصل بعمليات البيع والشراء للسلع المختلفة"، خصوصاً الغذائية. وأكّد ان ما يميّز ذلك هو زيادة الطلب على المواد والسلع المستوردة، الأمر الذي دفع الشركات والتجار إلى مضاعفة صفقاتهم الاستيرادية، على رغم"الظروف الأمنية الصعبة"في البلاد. وأوضح ان هذه الصفقات التجارية تحتاج إلى سيولة من العملات الصعبة لتغطيتها، مشيراً إلى ان البنك المركزي"يحرص على تأمينها بشكل لا يؤثّر على سعر صرف الدولار أمام العملة العراقية"، ما سمح لعدد كبير من المواطنين، خصوصاً شريحة الموظفين، بالمحافظة على قدراتهم الشرائية"بعيداً عن أي شكل من أشكال مخاطر التضخم". وأضاف المصدر نفسه ان الطلب على الشراء في السوق المحلية يتركّز على السلع والمواد الغذائية دون غيرها،"بسبب خصوصية الشهر الفضيل الذي تتزايد الحاجة فيه إلى المواد الغذائية ومستلزماتها". ولفت إلى ان البنك المركزي استطاع من خلال مزاده اليومي توفير السيولة اللازمة لعمليات التمويل، من دون التأثير على سعر صرف الدينار الذي ظل ثابتاً،"ما أعطى السوق العراقية استقراراً واضحاً على رغم الظروف الأمنية الصعبة".