تراجع سعر صرف الدولار الأميركي بنسبة ملحوظة وللأسبوع الثاني على التوالي أمام الدينار العراقي وبلغ سعر صرفه في السوق العراقية 1750 ديناراً عراقياً للدولار. ويرى المتعاملون في سوق الصرف الأجنبية في بغداد أن العامل الرئيسي الذي ساهم في تراجع سعر الدولار يعود إلى الآثار الإيجابية لمزادات العملة الأجنبية التي يجريها البنك المركزي العراقي يومياً وأخذت تؤثر في استقرار قيمة الدينار العراقي فضلاً عن حال الترقب والحذر التي تشهدها السوق العراقية حالياً والناشئة عن توقع فرض ضوابط وإجراءات إدارية وجمركية لتنظيم حركة الاستيراد السلعي في العراق الأمر الذي يرى المتابعون أنه سيؤدي إلى خفض الطلب على الدولار وبالتالي تدني قيمة صرفه أمام الدينار العراقي مستقبلاً. أكد مسؤولون في البنك المركزي العراقي أن توحيد العملة والتعامل بعملة نقدية موحدة ساهما في ايجاد مناخ اقتصادي مستقر سيؤدي إلى استقرار أكبر في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي في المستقبل القريب. وأشاروا إلى أن من أهم الأسباب التي ساعدت في تراجع سعر صرف الدولار أمام الدينار زيادة كميات الدولار التي يطرحها البنك المركزي العراقي يومياً في التداول عن طريق المزاد العلني اليومي ووجود حال من الاشباع السلعي في السوق العراقية خصوصاً تلك التي تغطي حاجات الموسم الشتوي، فضلاً عن حال الترقب والحذر التي تسود السوق في الوقت الحاضر والناشئة عن توقعات التجار العراقيين بفرض ضوابط وإجراءات إدارية وجمركية لتنظيم عمليات استيراد السلع والبضائع من خارج العراق وضبط حركة الاستيراد السلعي بدلاً من أن تكون عشوائية التي سببت ضغطاً كبيراً على الدولار انعكس في ارتفاع سعره مقابل الدينار. وذكر المسؤولون في البنك المركزي انه تم حتى الآن بيع ما يقارب عشرين مليون دولار أميركي في مزادات العملة اليومية، الأمر الذي احدث تحسناً ملحوظاً في سعر صرف الدينار مقابل الدولار، وهي خطوة أكدت صحة السياسات النقدية والإجراءات التي اتخذها البنك المركزي للحد من تدهور الاقتصاد والعمل على دعم استقرار قيمة صرف الدينار مقابل الدولار. وعن استبدال البنك المركزي العملة العراقية القديمة خارج العراق أكد مصدر مسؤول في البنك ل"الحياة" انه لم تصدر أية قوانين أو تعليمات بخصوص ذلك، كما انه ليست هناك أية مراكز خارج العراق لاستبدال العملة القديمة. وقدر مسؤولون في البنك المركزي العراقي نسبة العملة الجديدة التي تم استبدالها واطلاقها في السوق مقابل العملة القديمة بنحو 57 في المئة، واشاروا إلى أن الأمور تسير بشكل منتظم وحسبما خطط له مسبقاً، وتؤكد سلطة الائتلاف الموقتة أن نسبة الاستبدال بلغت حالياً اكثر من 75 في المئة من الكتلة النقدية التي كانت متداولة في السابق. ورأى عدد من الصيارفة العراقيين في "بورصة الكفاح"، وهي المركز الرئيسي لصرف العملات الأجنبية في بغداد، أن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء الهبوط التدرجي لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الدينار في السوق العراقية هي كثرة عرض الدولار إزاء الطلب عليه والناجم عن ضخ البنك المركزي كميات كبيرة منه في السوق النقدية وقيام التجار العراقيين بتحويل عملاتهم الصعبة إلى الدينار العراقي فضلاً عن رغبة المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في الدول المجاورة في الاحتفاظ بأرصدة من العملة العراقية الجديدة.