انسحبت القوات الاميركية من بعض المواقع في الفلوجة بعد اقل من 24 ساعة على تظاهرة لعناصر في الشرطة العراقية في المدينة احتجاجاً على وجود الاميركيين فيها. وجرح جنديان اميركيان في هجوم بالهاون على معسكر قرب سامراء، كما استهدفت القوات الاميركية المتمركزة في قصر صدام حسين السابق في الرمادي بقذائف هاون. وجرح مدنيان عراقيان حين تعرضت دورية اميركية لهجوم بالقذائف المضادة للدبابات جنوب شرقي بغداد. وفي واشنطن اعلن الجنرال تومي فرانكس القائد السابق للقيادة الاميركية الوسطى ان القوات الاميركية في العراق تتعرض لعمليات عسكرية تصل الى 25 هجوماً في اليوم. اعلن ناطق عسكري في التحالف الاميركي - البريطاني أمس ان القوات الاميركية خفضت وجودها في مركز الشرطة في الفلوجة غرب بغداد، بعد اقل من 24 ساعة على تظاهرة لعناصر في الشرطة العراقية احتجاجاً على وجود الاميركيين في مدينتهم. وذكرت تقارير ان القوات الاميركية انسحبت مع حلول الظلام أول من أمس من مواقع حول مركز للشرطة ومبنى البلدية. وقال الناطق ان "الشرطة العراقية تؤكد انها قادرة على المحافظة على الأمن مع وجود اميركي مخفض. لذلك سيقتصر وجودنا على خمسة او ستة جنود". واضاف ان "مهمتنا في الفلوجة لم تتغير. اننا نخفض عدد الجنود في مركز الشرطة". ورفض الناطق كشف عدد الجنود الموجودين في المركز حالياً، الا انه نفى ان يكون هذا القرار اتخذ لتخفيف التوتر في المدينة التي تشهد عمليات مستمرة ضد القوات الاميركية. وقال ان "الجنود لن يغادروا الفلوجة. ومهمتنا في المدينة لم تتغير. سنقوم بدوريات كما في السابق لان الشرطة يجب ان تهتم بمكافحة الجريمة". وقال سكوت مولينا، الضابط في الاعلام العسكري في الفلوجة، ان القوات الاميركية تحاول اعطاء قدر اكبر من السيطرة للشرطة العراقية. واضاف ان وحدة استعدت لمغادرة البلدة ولكن وحدة اخرى ستحل محلها، مؤكداً: "اننا لا ننسحب من وسط الفلوجة". وشوهد جنود اميركيون يقومون بدوريات في وسط البلدة صباح أمس. ويقدر عدد الجنود الأميركيين في الفلوجة بنحو اربعة آلاف. وافاد ناطق عسكري أميركي أمس ان "اربع قذائف هاون اطلقت على مدخل معسكر الفرقة الرابعة للمشاة قرب سامراء مساء الخميس وأصيب جنديان بجروح نقلا الى المستشفى وحالهما مستقرة". وأضاف ان عراقياً اصيب بجروح من دون ان يوضح ما اذا كان مدنياً ام انه احد المهاجمين. واعلن ناطق عسكري اميركي أمس ان دبابة اميركية قامت ليل الخميس - الجمعة ب "تجربة اطلاق نار" في الرمادي غرب بغداد. وقال الكابتن مايكل كالفرت، الضابط المكلف العلاقات مع الاعلام في الرمادي: "قمنا باطلاق نار من دبابة، وكانت عملية تجريبية اذ لم نطلق نيران مدفعيتنا منذ فترة ونريد ان نجرب تجهيزاتنا لا غير". واعلن كالفرت انه تم اطلاق قذيفة في منطقة غير مأهولة، ولم يوضح ما اذا كان اطلاق النار هذا اتى رداً على هجوم بالهاون ضد مواقع اميركية. وفي وقت سابق، اعلن السرجنت انطوني جوزف من مكتب العلاقات العامة في الفرقة الثالثة المدرعة الموجودة في الفلوجة ان دبابة اميركية اطلقت النار للمرة الاولى منذ نهاية الحرب في العراق. واضاف الكابتن كالفرت ان قذيفتي هاون سقطتا في قاعدة اميركية داخل المجمع الرئاسي لصدام حسين في الرمادي فجر أمس، مضيفاً انه سجل سقوط مثل هذه القذائف خلال الايام التسعة الاخيرة. واوضح ان مروحية هجومية اميركية اطلقت النار على مهاجمين من دون ان تصيب هدفها. وقال: "حتى الآن لم نرد على اطلاق قذائف الهاون باستخدام طريقة اعنف، وان كان بامكاننا ان نفعل ذلك"، مشيراً الى ان مثل هذا القرار كان قد اتخذ مراعاة لسكان الرمادي. الا انه اكد "تعزيز الاجراءات الاحترازية" لمنع الهجمات. وصرح ناطق عسكري اميركي ان دورية اميركية تعرضت لهجوم بالقذائف المضادة للدبابات في جنوب شرقي بغداد مساء الخميس تلاه تبادل لاطلاق النار جرح فيه مدنيان عراقيان. وأوضحت الجندية نيكول تومسون ان "الهجوم وقع مساء أول من أمس على طريق المطار الدولي"، مضيفة ان "سيارة مدنية حوصرت بين الجانبين اللذين كانا يتبادلان اطلاق النار"، موضحة ان راكبيها الاثنين جرحا ونقلا الى مستشفى عسكري. وتابعت ان اياً من الجنود الاميركيين لم يصب في الهجوم او في تبادل اطلاق النار. فرانكس: 25 هجوماً يومياً في واشنطن اعلن الجنرال تومي فرانكس القائد السابق للقيادة الاميركية الوسطى ان القوات الاميركية في العراق تتعرض يومياً لهجومات تصل الى 25 هجوماً في اليوم. وأوضح فرانكس امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس مساء أول من أمس "ان ما بين 10 و25 حادثاً يقع يومياً" لاسباب عدة، منها ان الجنود الاميركيين يطاردون البعثيين و"الجهاديين"، مضيفاً: "كنت آمل بأن نشهد الانهيار التام لأي مقاومة وألا تحصل ردود فعل معادية، لكنني لم اكن اتصور ان هذه الامنية يمكن ان تصبح حقيقة". ولم يستسلم فرانكس لمحاولات الديموقراطيين في اللجنة وصف ظروف الاقتتال الحالية بأنها حرب عصابات، قائلاً ان كل هذه الانواع من العمليات سيساندها الناس، لكن العراقيين لا يساندون العنف. واشار فرانكس ايضاً الى "تحسن نوعية" الاسلحة، ومن ذلك استخدام قذائف الهاون، لكنه استبعد وجود تنسيق للجهود تحت قيادة واحدة. وصنف فرانكس العراقيين الى فئتين، تضم الفئة الاولى العراقيين "الموالين للتحالف" او الذين كانوا محايدين او ينتظرون ليروا هل سيجني العالم اي منافع اقتصادية من التغيير في السلطة ام لا. واضاف ان المجموعة الثانية تضم البعثيين الساخطين الذين كانوا يساندون الرئيس المخلوع، وقال ان "الجهاديين" الذين لم يحددهم يضمون في صفوفهم "ارهابيين".