قتل شخصان على الاقل وأصيب تسعة بجروح اثر اقتحام قوة من الحرس الوطني العراقي مسجد ابي حنيفة في حي الاعظمية السني شمال غرب بغداد بعد صلاة الجمعة امس حيث حصل تبادل لاطلاق النار، كما افادت مصادر طبية، واكد امين الامين، المسؤول الاداري في مستشفى النعمان، (تسلمنا جثتين، واستقبلنا تسعة جرحى، ثمانية منهم حالتهم خطيرة). واقتحم بين مائتين الى ثلاثمائة من عناصر الحرس الوطني المسجد بعد صلاة الجمعة وقاموا بالقاء قنابل صوتية واطلاق النار، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس، ونقل شخصان مضرجان بالدماء خارج المسجد في حين اكد مصلون ان الحرس الوطني اوقفوا امام المسجد الشيخ مؤيد الاعظمي، وعلى الاثر وصلت قوة امريكية الى المكان ودخل الجنود الاميركيون الى المسجد وتمركزوا على سطحه. وسمح للنساء بالمغادرة لكن الرجال بقوا لاكثر من ساعة داخل المسجد الذي اغلقت ابوابه. ثم سمح للرجال بالخروج واحدا بعد الآخر. وشاهد مراسل فرانس برس نحو عشرة من حراس المسجد وقد ارغمهم الجنود على التمدد على الارض خارج المبنى،واكد امام المسجد في عظته ان الهدف المقبل للاميركيين بعد الفلوجة سيكون اللطيفية على بعد نحو ثلاثين كيلومترا جنوببغداد، وهي منطقة ينتشر فيها خارجون عن القانون وتشهد هجمات متكررة للمقاتلين السنة المعارضين للقوات الاميركية،ومن جهة ثانية عثر الجيش الأمريكي على ما يعتقد أنه مقر قيادة أتباع أبي مصعب الزرقاوي في الفلوجة وغرف كان يتدرب بها المقاتلون،وأظهر شريط فيديو صوره صحفي من محطة سي إن إن التلفزيونية جنودا أميركيين داخل هذا المقر وهم يشيرون إلى وثائق وأجهزة كمبيوتر وعدد من الجثث بداخله،وقال قائد قوة المارينز الأولى الجنرال جون ساتلر إن الهجوم الذي شنته القوات الأميركية على مدينة الفلوجة غربي بغداد قضى على الجزء الأكبر من قوة المسلحين في المدينة وعطل عملياتهم في الأجزاء الأخرى من العراق،وأوضح ساتلر في مؤتمر صحافي عبر الفيديو مع صحفيين في واشنطن أنه سيكون من الصعب جدا على هؤلاء المسلحين التحرك من جديد بعد أن فقدوا مراكز القيادة والسيطرة التابعة لهم، مشيرا إلى أنهم سوف يتمركزون في مكان آخر وفي مناطق غير معتادين عليها تماما،وكشف أن عدد القتلى في صفوف الجنود الأميركيين منذ بدء الهجوم على الفلوجة قد بلغ 51 قتيلا وأن عدد الجرحى قد بلغ 425 جريحا، مضيفا أن عدد الجنود العراقيين الذين لقوا مصرعهم في الفلوجة ثمانية وأن عدد الجرحى 43 جريحا، في حين قتلت القوات الأميركية نحو 1200 مسلح واعتقلت أكثر من ألف شخص،وفي الإطار نفسه حذر مسؤولون في المخابرات العسكرية الأميركية بالعراق من خطورة سحب أي قوات مهمة من الفلوجة في الوقت الراهن خوفا من أن يزيد ذلك من احتمال عودة المقاتلين إلى المدينة،وقد واصلت المدفعية الأميركية قصف مدينة الفلوجة بينما تواصل الطائرات الأميركية قصف ما يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون إنه مواقع لمقاتلين في المدينة. كما تواصلت اشتباكات متقطعة في بعض أنحاء الفلوجة، بينما تواصل القوات الأميركية عمليات التمشيط والبحث من مبنى لآخر عن بقايا المسلحين،ووصف شهود عيان الأوضاع الإنسانية في الفلوجة بأنها سيئة للغاية، حيث تنتشر مئات الجثث في شوارع المدينة التي تفتقر للخدمات الأساسية، فيما أعربت المفوضية العليا للأمم المتحدة عن قلقها حيال أوضاع المدنيين. وأشارت التقارير الصحفية إلى أن متطوعين عراقيين وجنودا أميركيين بدؤوا في سحب عشرات الجثث من الشوارع. وفي الفلوجة أيضا ألقت القوات الأميركية القبض على زعيم عشيرة هو الشيخ أسامة إبراهيم الفرحان العيساوي مع أبنائه الأربعة حسب ما أكدت عائلته،وفي تطور آخر أعلن ضابط عراقي كبير أن وحدات خاصة عراقية مدعومة بجنود أميركيين تستعد لشن هجوم على مواقع المسلحين في مدينة الموصل شمالي العراق،وقال اللواء رشيد فليح إن الهجوم سيبدأ من وسط المدينة قبل أن ينتقل إلى أقصى الغرب بهدف مصادرة جميع الأسلحة الموجودة هناك وتطهير المدينة من المسلحين، مشيرا إلى أن 24 شخصا اعتقلوا أمس الخميس خلال مداهمة مستشفى ومنازل سكنية في حي الشيخ فتحي شمالي غرب الموصل. وأكد أن المسلحين لجأوا إلى الموصل بعد الهجمات التي تعرضوا لها في مدينتي سامراء والفلوجة،ميدانيا قتل حارس أمني عراقي وجرح أربعة آخرون في هجوم بالهاون على مكتب المحافظ. وفي غرب المدينة دارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والصواريخ المضادة للدبابات بين جنود أميركيين ومسلحين قرب مركز لتوزيع المواد الغذائية،وفي الموصل أيضا أعلن الناطق باسم اللجنة الانتخابية في العراق فريد أيار أن مسلحين أضرموا النار في مخازن لاستمارات الناخبين بالمدينة، واعتبر أن هذا العمل لن يكون له أي تأثير على العملية الانتخابية ولا على موعد إجرائها،وقبل ذلك هددت مجموعة عراقية مسلّحة تطلق على نفسها (جيش أنصار السنة) في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت بضرب مراكز الاقتراع وكل من يترشح للانتخابات العراقية. وورد في البيان أن الجماعة تعتبر كل من يرشّح نفسه للانتخابات مرتدا كافرا.