في حال الوحشة في حال الوحشة وفي أرضٍ ليست لأحد يجهل المتحاربون لغةَ أهلها: نصفكِ في الماء الى قريب العصر لا ينزل عليه جناحُ طير ولا يمكثُ حارسٌ لحراسته: - أيُّ رجلٍ يرى كمال نسبه لحظة نزوله حافي القدمين عند شيئك الغامض؟ - أيُّ غريبٍ يملك قلبه عند مروره بالبيت ولا يخبرك عن فراش العرس. - أيّ حديثٍ الى الخيل ليفهم الرعاةُ، فجأةً، سرَّ بابكِ المفتوح بعد الفجر. كلما وقع نظركِ عليهم حين النساء والرجال يحيطون بكِ، ولم تكن الريحُ سكنت في تلك الجهة الخالية من السكان. عُزلاً ومعهم ما يكفيهم من اللهجاتِ - المحمولةِ على ظهر الزوارق - والماشية وقاتِ اليمن. كلما وقع نظركِ عليهم يفقدون أسماءهم وأبناءهم خلسةً في الطريق المغلقة بين حلب والموصل، حيث الظلمة هي ربُّ العائلة. وكان من عادتهم أن يشردوا قربكِ مسافةَ ميلٍ قبل أن يعثروا على النوم لأنه عدوكِ الرقيق بلا جدوى الساقط من عينكِ له أختٌ من صور وأقرباء يسكنون في الليل دون ذئبٍ يحرس رعشتهم في البرد. بالماء تخرجين البهائم المتوحشة من الحجر والجسد لأنه العري وقد غسله النظر المشلوح نحو القفر وضح النهار لأنه عدوكِ الرقيق وحبيبكِ سيئ السمعة. كي يعثروا على الغريب بين أهله الهاربون الى سطوح منازلكِ لم يستطيعوا النوم. ببنادقهم وعظامهم وقبعاتهم المثقوبة سقطوا كحفنةِ الملح على الصفيح الذي أخذتِ عليه الرجل بين ذراعيكِ ومعهم خمسةُ أطفالٍ وندوبٌ مرسومةٌ تحت العين. الهاربون من أجل ذلك كله اندلقوا في جهاتكِ ومعهم الأرمنُ وأكراد الجبال والشركس والآشوريون وهنود الديلاوير والبربر كي يعثروا على الغريب بين أهله. الغريب الذي خبأَتهُ الفخذ الممدودةُ على الرمل. سان فرانسيسكو خريف 2004