عززت القوات الاميركية مواقعها حول الفلوجة وأغلقت بعض الطرق أمس بعد اعلانها ان احد مساعدي المتشدد الاردني ابي مصعب الزرقاوي قتل في غارة شنتها الطائرات الحربية على المدينة فجراً، فيما أعرب خالد فخري الجميلي، نائب رئيس الوفد المفاوض عن اهالي الفلوجة، عن خشيته من اجتياح الجيش الاميركي المدينة خلال اليومين المقبلين. وذكر شهود ان الدبابات الاميركية والعربات المدرعة قطعت الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى الاردن في شمال الفلوجة، فيما جابت الطائرات الحربية سماء المنطقة. واتخذت القوات مواقع لها في الاطراف الخارجية جنوبالمدينة. كما ذكر شهود أن سائقاً مدنياًَ قتل بالرصاص قرب نقطة تفتيش أميركية على الطريق السريع. وفتح طريق واحد فقط قادم من شمال غربي الفلوجة باتجاه بغداد أمام حركة المدنيين. وكان الجيش الاميركي أعلن في بيان بعنوان"غارة للقوة المتعددة الجنسية تقتل معاوناً للزرقاوي"ان"غارة شنت في شمال غربي الفلوجة فجراً حصدت قتيلاً جديداً في شبكة الزرقاوي". وأضاف ان"مصادر مختلفة ذكرت ان عضوا معروفاً في شبكة الزرقاوي كان موجوداً لدى وقوع الغارة". وتابع ان"الغارات الاخيرة على شبكة ابي مصعب الزرقاوي خفضت بشكل كبير قدرتها على شن هجمات ونفوذ زعيمها الارهابي". وقال سكان أن الغارة الجوية أمس دمرت أحد المنازل تماماً وألحقت أضراراً بثلاثة منازل أخرى. وصرح عاملون في مستشفى بأنهم لم يستقبلوا أي مصابين. وكان الجيش الاميركي أعلن انه اوقف ليل الجمعة - السبت احد مسؤولي شبكة الزرقاوي وخمسة"ارهابيين"آخرين في جنوب الفلوجة. كما أسفرت الغارة الجوية الاخيرة على مخبأ مفترض للمسلحين في الفلوجة الاحد عن سقوط ستة قتلى. في غضون ذلك راوحت المفاوضات بين الحكومة العراقية وسكان الفلوجة مكانها. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أمس:"نحن كحكومة نحاول تقديم المساعدة... نبذل قصارى جهدنا للتوصل الى تسوية سياسية لفصل السكان المحليين عن المقاتلين الاجانب والارهابيين والذين يحتجزون هؤلاء الناس رهائن". وأضاف:"نحاول أن نطرق كل القنوات والسبل السياسية قبل اتخاذ أي قرار نهائي". ولفت زيباري الى ان الهجوم الاميركي على الفلوجة في نيسان ابريل كان"سيئ التخطيط"لعدم مشاورة الزعماء العراقيين. في غضون ذلك، قال الجميلي أن وزارة الدفاع العراقية ابلغت الوفد المفاوض حرفياً بأن الجيش الاميركي عازم على اجتياح المدينة خلال أيام. وأضاف ان"رئيس الوزراء اياد علاوي والاميركيين مصرون على تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد الفلوجة". وكشفت أوساط مطلعة في بغداد ل"الحياة"ان المناوشات السياسية بين رئاستي الجمهورية والحكومة بدأت تأخذ منحى متشنجاً الى حد ما، بعدما أفضى بعض الاتصالات بين الطرفين الى افهام مكتب الرئيس غازي الياور بان دوره في الملف الامني غير مقبول، كما ان أي محاولات وجهود للتدخل يجب ان تكون عن طريق مكتب علاوي. وافاد الجميلي، ان الحكومة الاردنية تتصدر الجهود الاقليمية لوقف اجتياح المدينة الذي شارف على التنفيذ. وزاد:"الرئيس الياور فتح كل خطوط الحوار والاتصال بوفد الفلوجة وهو ينسق مع الكثير من الاطراف في الداخل والخارج لمنع الاجتياح". ورغم ان تدخل المجلس الوطني العراقي في الأزمة مرهون بموافقة الحكومة، لكن من المرجح ان يأخذ هذا التدخل السيناريو ذاته الذي جرى ابان أزمة النجف بين تيار مقتدى الصدر والحكومة العراقية. ومع ان الجميلي اشار الى احتمال اجتياح الفلوجة في غضون الثماني والاربعين ساعة المقبلة استناداً الى معلوماته، فان الحكومة العراقية ربما تفكر في ارسال وفد من المجلس الوطني في محاولة أخيرة لاقناع وفد الفلوجة بالاذعان لشروطها ومطالبها. وحذر رئيس"هيئة علماء المسلمين"حارث الضاري في تصريحات الى"الحياة"، من ان اجتياح الفلوجة من جانب القوات الاميركية والعراقية لن يكون"نزهة". وأضاف:"لكننا لا نزال نتحرك لتغليب فرص الحل السلمي للأزمة الراهنة". وحذر مراقبون عراقيون من ان اجتياح الفلوجة اذا حصل سيؤدي الى المزيد من انفلات الوضع الامني وان حكومة اياد علاوي قد تجد نفسها في مأزق خطير. وفيما كان الجميلي أعلن ان الحكومة علقت المفاوضات، نفى مصدر في وزارة الدفاع العراقية وقف الحوار، وقال ان"الحكومة العراقية تبذل كل ما في وسعها لانقاذ أهالي الفلوجة من الارهابيين".