حضرة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، في الأول من تشرين الأول أكتوبر 2004 أصدرتم تقريركم حول مدى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1559. على رغم تحفظنا الكبير عن هذا القرار، رأيت أن تقريركم يحتوي على مغالطات تاريخية وقانونية كثيرة فاضحة. ما يهمني أن أتناول الشق المتعلق بشرعية المقاومة في لبنان ضد المحتل الاسرائيلي، في مزارع شبعا، ومرتفعات كفرشوبا، والجزء اللبناني من جبل الشيخ. في تقريركم ان اسرائيل لبت، بخروجها من لبنان في 24 أيار مايو 2000، ما نص عليه القرار 425. وقد فهمنا من هذا الادعاء ان مزارع شبعا اللبنانية، وبقية الأراضي اللبنانيةالمحتلة مرتفعات كفرشوبا والجزء اللبناني من جبل الشيخ، لا تخضع للقرار 425، بل أفهمتنا، في مرات كثيرة وبصراحة، أن مزارع شبعا تخضع للقرار 242 وليس للقرار 425 لأنها أراض سورية. على هذه النقطة نجيبكم بالأدلة القانونية. أولاً، هذه الأراضي اللبنانية المذكورة احتلت من اسرائيل في آب أغسطس 1970 وليس في حرب 1967 و2 آذار مارس 1972 بحسب ما هو صادر عن البيانات والخرائط العسكرية الاسرائيلية. ثانياً، ان هذه الأراضي اللبنانية احتلتها المقاومة الفلسطينية، وليس الجيش السوري بحسب البيانات العسكرية الاسرائيلية والفلسطينية. ثالثاً، في الكثير من البيانات والخرائط العسكرية الاسرائيلية الصادرة من عام 1969 وحتى عام 1971، يذكرون ان مناطق في مزارع شبعا ومرتفعات كفرشوبا هي أراضٍ لبنانية، وفيها المقاومة الفلسطينية وليس الجيش السوري. أضع بين أيديكم يا حضرة الأمين العام، هذين البيانين العسكريين اللذين يؤكدان لبنانية هذه المزارع بأدلة عسكرية اسرائيلية وفلسطينية. وأول هذين البيانين مؤرخ في 3 كانون الأول ديسمبر 1969، يبين ان اسرائيل، بوثائقها وأدلتها العسكرية، لم تحتل مزارع شبعا في حرب حزيران يونيو عام 1967، فهي لا تخضع للقرار 242، بل للقرار 425. البيان الأول صادر عن الناطق العسكري الاسرائيلي حول معركة جرت في 3 كانون الأول 1969 بينه وبين المقاومة الفلسطينية في مزارع شبعا اللبنانية. يقول البيان العسكري الاسرائيلي: "أعلن ناطق عسكري اسرائيلي أن قوات اسرائيلية عبرت الحدود مع لبنان من الجولان السوري المحتل ودمرت قاعدة للمخربين الفدائيين الفلسطينيين تقع في جبل الروس". أما البيان العسكري الفلسطيني حول هذه المعركة المسلحة ففيه يقول ناطق عسكري بإسم الكفاح المسلح الفلسطيني، "ان العدو الاسرائيلي قام بمهاجمة التجمعات الفدائية في مناطق... ووادي العسل في جنوبلبنان". وهذا اعتراف فلسطيني واضح بأن وادي العسل في أقصى قضاء حاصبيا والذي هو نهاية مزارع شبعا هو من جنوبلبنان وليس من محافظة القنيطرة السورية المحتلة عام 1967، وأنه كان في مزارع شبعا، "وادي العسل"، تجمعات فدائية وليست سورية. لهذه الأسباب نعتبر أن مزارع شبعا، واخوتها من الأراضي اللبنانية المحاذية للجولان السوري المحتل، لم تحتل في حرب عام 1967. فبأي حق، يا سعادة الأمين العام تربطون هذه الأراضي اللبنانيةالمحتلة، المحاذية للجولان السوري المحتل، بالقرار 242 الصادر قبل احتلال اسرائيل مزارع شبعا اللبنانية بسنتين ونصف السنة تقريباً؟ وبأي حق تعتبرون هذه الأراضي سورية، بينما المحتل نفسه اعترف بلبنانية هذه الأراضي؟ نطالبكم بأن تأخذوا هذه الأدلة الجديدة القانونية في الاعتبار، واعتبار ان هذه الأراضي اللبنانيةالمحتلة، المحاذية للجولان السوري المحتل، تخضع للقرار 425. واقبلوا مني كل الاحترام والتقدير. وادي شحرور لبنان - ناجي جرجي زيدان