كلف الرئيس اللبناني اميل لحود، الرئيس السابق عمر كرامي بتأليف الحكومة الجديدة، بعد استشارات اجراها مع النواب افضت الى تسمية اكثرية راجحة له، بلغت 82 نائباً من اصل 128 هم اعضاء المجلس النيابي. وقاطع 29 نائباً الاستشارات ابرزهم نواب "اللقاء النيابي الديموقراطي" بزعامة النائب وليد جنبلاط ونواب "لقاء قرنة شهوان" وبعض المستقلين، فيما امتنعت كتلة رئيس الحكومة المستقيل رفيق الحريري عن التسمية. راجع ص5 وليلاً، اجتمع جنبلاط الى الحريري ثم جدد هجومه على السلطة وقال رداً على سؤال اذا كان سيتعاون مع الرئيس كرامي: "ليس هو من يشكّل الحكومة، مسكين الرئيس كرامي. يا ليته هو الذي يشكلها ويا ليت لديه حرية الحركة ليشكّلها". وتحدث جنبلاط عن "غباء السلطة"، وقال: "بدلاً من عقد صفقة صحية مع المعارضة وتنقية العلاقات اللبنانية - السورية هناك انغلاق وجو امني غير مريح". وأعلن كرامي الذي يعود الى سدة الرئاسة الثالثة في لبنان بعد 12 سنة على تنحيه عنها في العام 1992 ترأس ثاني الحكومات بعد اتفاق الطائف التي حلت الميليشيات وجمعت سلاحها، انه سيسعى الى حكومة يتمثل فيها الجميع للتأسيس للإنقاذ مشيراً الى ان عمر الحكومة التي سيشكلها سبعة اشهر ولن تقوم بالمعجزات، لكنه أكد ان "هدفنا سيادة لبنان واستقلاله وتطبيق اتفاق الطائف". وتوقعت مصادر مواكبة لاتصالات تشكيل الحكومة ان ترى النور يوم الأحد او الاثنين على ابعد تقدير. وسيبدأ كرامي اليوم استشاراته الرسمية مع الكتل النيابية من اجل التأليف. وأكد كرامي لزواره ان ما نشر من تشكيلات وزارية في صحف الأمس هو استباق لتكليفه في وقت لن يتم البحث الجدي في الأسماء إلا بعد الاستشارات التي سيجريها هو، ورفض كرامي التعليق على الأسماء امام زواره واعتبرت اوساطه ان عدداً منها معلّب فيما اكد هو انه "ليس من النوع الذي تُشكل له الحكومات ويطلب إليه ان يترأسها". وذكرت مصادر مطلعة ان نشر بعض اسماء المرشحين كوزراء سيفيده بطريقة غير مباشرة من زاوية السعي الى الإتيان بأسماء اخرى غير نافرة في خصومتها مع اركان المعارضة وأن هذا "سيعطيه هامشاً لتحسين التركيبة الحكومية التي جرى التداول فيها في الوسط الموالي للعهد الممدد له". وعلمت "الحياة" ان اتصالات اجريت من اجل معالجة بعض العقبات امام مهمة كرامي ومنها جهود سورية مع الوزيرين سليمان فرنجية ونجيب ميقاتي فهما على خصومة معه وكانا اكثر ميلاً الى عدم المشاركة. وذكرت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان زيارة مسؤول سوري لفرنجية قد تبدل من موقفه وكذلك الجهود مع ميقاتي. وتردد ان كرامي التقى النائبة نائلة معوض التي هي عضو في "لقاء قرنة شهوان" المعارض الذي قاطع نوابه الاستشارات، وذلك في اطار التواصل بين الجانبين خصوصاً ان عائلتي كرامي ومعوض على تحالف تاريخي، سياسي وانتخابي، لكن زعامتيهما تجدان نفسيهما الآن في موقعين متعارضين. وعلمت "الحياة" ان الاتصالات لتقويم المرحلة الحكومية المقبلة شملت لقاء بين لحود وقيادة "حزب الله" على اعلى المستويات، اول من امس. لا موعد لاعلان الحكومة وعقد كرامي بعد تكليفه مؤتمراً صحافياً قال فيه: "أعرف دقة الوضع وحجم الضغوط الخارجية على لبنان وسورية وأعرف دقة الوضع الداخلي والازمات الكثيرة التي يعاني منها الشعب ولكن لا استهون ولا استهاب ذلك. عمر هذه الحكومة محدود بسبعة اشهر حتى اجراء انتخابات نيابية ومن أولى مهماتها وضع قانون انتخاب يؤمن العدالة والتمثيل الصحيح وانني اعد بأن يكون هذا القانون عادلاً ويؤمن هذا الهدف وأدعو الشعب الذي يئن ويشكو الى المشاركة في الانتخابات لأن المجلس النيابي هو مصدر كل السلطات وهو الذي يستطيع ان يقوم بالتغيير الحقيقي". ولم يجب عن سؤال حول عدد الوزراء وإمكان مشاركة المرأة، وعن عقدة مشاركة الوزير سليمان فرنجية، وقال: "نحن نؤلف حكومة كل لبنان، وكل الحساسيات تبقى في السياسة المحلية ولا علاقة لها بتأليف الحكومة ويدنا مدودة الى الجميع. لا يمكننا ان نلتزم موعداً لإعلان الحكومة وهناك استشارات وثمة عقبات لا بد من تذليلها ونجري اتصالات مع الكل بمن فيهم "قرنة شهوان" ليكون ضميرنا مرتاحاً ونقوم بكل الجهود لاشراك الجميع". من جهة اخرى، علمت "الحياة" ان البطريرك الماروني نصر الله صفير ابلغ زواره انه لا يوافق على مقاطعة رئيس الجمهورية وأنه لن ينصح احداً بعدم الاشتراك في الحكومة الجديدة. وكان كرامي طمأن في حديثه امام زواره الى ان لا خوف على الوضع النقدي، خصوصاً ان مصرف لبنان يملك احتياطاً مهماً من العملات الصعبة. بورصة بيروت وكانت استقالة الحريري انعكست امس في بورصة بيروت تراجعاً في سعر سهمي شركة "سوليدير" بحسب نشرتها امس ليسجل 63،6 دولارات للسهم من فئة "أ" في مقابل 13.7 دولارات اقفال اول من امس، و64،6 دولارات للسهم من فئة "ب" في مقابل 10،7 دولارات. وأكدت مصادر مصرفية ل"الحياة" ان سوق القطع وسعر صرف الليرة اللبنانية تحت السيطرة. واستمر الاهتمام الدولي بالوضع اللبناني الداخلي فاجتمع عدد من سفراء الدول الأوروبية مع الحريري للاستفسار منه عن التطورات. وقالت مصادر اقتصادية ل"الحياة" ان الإدارة الأميركية لوحت بإجراء يرمز الى موقفها من الوضع اللبناني يقضي بشطب لبنان عن لائحة الأفضليات التجارية للتصدير الى الولاياتالمتحدة. وهي لائحة الدول التي تمنح تسهيلات جمركية لبضائعها.