قدم رئيس الحكومة اللبنانية السيد رفيق الحريرى في العاشرة ليل أمس استقالته الى الرئيس إميل لحود، في خطوة متفق عليها بين أركان الحكم اللبناني على تغيير الحكومة بعد استنفاد دورها إثر مضي قرابة سنتين وأربعة أشهر على تشكيلها، تخللتها خلافات في داخلها كانت انعكاسات لخلافات أركان الحكم انفسهم. وقضى الاتفاق بين أركان الحكم اللبناني بعودة الحريري الى ترؤس الحكومة الجديدة التي ستكون من 30 وزيراً كالحكومة المستقيلة، تضم حزبيين ومستقلين. ويُنتظر ان يبدأ اليوم رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة، وفقاً لما ينص عليه الدستور. وفيما ستنتهي هذه الاستشارات الى تسمية الحريري نتيجة للاتفاق السياسي، فمن المنتظر ان يتم تسريع اجراءات تأليفها بعدما سبقت الاستقالة مشاورات بعيدة عن الأضواء بين أركان الحكم برعاية سورية ركّزت على إزالة الخلافات بين لحود والحريري للحؤول دون انعكاسها على تشكيل الحكومة ولمنع قيام أزمة حكومية. وذكرت مصادر معنية بهذه الخطوة ل"الحياة" ان هذه المشاورات تكثّفت خلال اليومين الماضيين فالتقى كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عدداً من المسؤولين السوريين وتناولت المشاورات لائحة من الوزراء طرحها الرئيس لحود. وزار الحريري القصر الجمهوري ليل أمس وقدم استقالته، بعد اجتماع طويل مع بري، فقبلها لحود الذي اصدر بياناً كلّف فيه الحكومة الحالية الحالية بتصريف الاعمال. واكد مصدر وزاري ل"الحياة" ان تشكيل الحكومة العتيدة شبه جاهز ويحتاج الى بعض "الرتوش" التي نشطت الاتصالات ليل أمس لمعالجتها. وعلمت "الحياة" ان بين الاسماء التي ستضمها التشكيلة الجديدة ميشال سماحة، فارس بويز، جان عبيد، علي بزي ، ناصر قنديل واسعد حردان. كما ترددت اسماء الياس سكاف وكريم بقرادوني وعاصم قانصوه وصلاح حنين وبطرس حرب، والأخيران في عداد لقاء "قرنة شهوان" المعارض. وطرحت ايضاً فكرة توزير اقطاب مثل وليد جنبلاط وعمر كرامي. وذكر ليلاً ان الوزراء الذين تأكد بقاؤهم في التشكيلة الجديدة هم: الياس المر وجان لوي قرداحي وسليمان فرنجية ومحمود حمود وفؤاد السنيورة وبهيج طباره ويترقب الوسط السياسي التشكيلة ليرى ما اذا كان التمثيل المسيحي في الحكومة المقبلة سيراعي التقارب في الموقف بين البطريركية المارونية ودمشق والذي ظهر بفعل الحرب على العراق. واكتفى الحريري بالقول ردا على اسئلة الصحافيين أنه قدم استقالته وان لحود سيبدأ اليوم استشارات نيابية لتسمية رئيس مكلف تشكيل الحكومةالجديدة. وعما اذا كان مرشحاً لتشكيل الحكومة المقبلة، قال أن رئيس الحكومة لا يرشح نفسه وانما تتم تسميته بناء على الاستشارات النيابية.