في اسرع عملية في تاريخ تشكيل الحكومات في لبنان، كلف رئيس الجمهورية اميل لحود رسمياً مساء امس، الرئيس المستقيل رفيق الحريري تشكيل الحكومة الجديدة وهي الخامسة برئاسته منذ عام 1992. وأجرى لحود طوال يوم امس استشارات مع الكتل النيابية والنواب المستقلين كانت حصيلتها تسمية 93 نائباً الرئيس الحريري الذي يجري بدوره اليوم مشاورات مع الكتل والنواب تمهيداً لبدء "غربلة" الأسماء المرشحة لدخول الحكومة العتيدة التي توقع نائب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس اعلانها بعد غد السبت، ملاحظاً انه لو لم تكن هناك خطوط عريضة متفق عليها بين الرؤساء الثلاثة لما بتت استقالة الحكومة في هذه السرعة. راجع ص 9 وإلى حين اعلان ولادة الحكومة بصورة رسمية، تداولت الأوساط السياسية اكثر من مشروع تشكيلة وزارية، كان القاسم المشترك بينها عودة نصف الوزراء الحاليين. وبدا لافتاً في هذه التشكيلات اتساع رقعة التمثيل الإسلامي في مقابل بروز ثغرة في التمثيل المسيحي، خصوصاً غياب تمثيل حقيقي ل"لقاء قرنة شهوان" المعارض، عبر تغييب اسماء اركانه البارزين عن التداول وهذا ما توقف عنده النائب وليد جنبلاط الذي نصح بالحفاظ على وحدة الموقف الوطني المتمثلة برفض الحرب الأميركية على العراق وبإشادة مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك نصرالله بطرس صفير بخطاب الرئيس السوري بشار الأسد في قمة شرم الشيخ. وفي هذا السياق رأى جنبلاط - حسب اوساطه - ضرورة مراعاة الموقف المسيحي من خلال اعتماد تمثيل حقيقي يأخذ في الاعتبار المواقف الوطنية للبطريرك صفير الذي كان التقى الوزير الياس المر موفداً من رئيس الجمهورية اميل لحود، ورفض الدخول في "بازار" الأسماء. وفيما رفض الرئيس عمر كرامي توزير ابنه فيصل وزير دولة علمت "الحياة" ان الاتصالات لم تنقطع معه لإقناعه بالعدول عن موقفه، وتبين ان بعض الأسماء التي طرحت تمام سلام، بطرس حرب لم يتصل بأصحابها خلافاً لما حصل مع آخرين استمزجت آراءهم حتى قبل اعلان استقالة الحكومة. وعلى رغم ان التشكيلة اصبحت شبه معروفة دعت اوساط سياسية الى عدم اسقاط احتمال مفاجآت اللحظات الأخيرة كما درجت العادة في تأليف الحكومات عندما كانت اسماء "تطير" بعد ان يكون اصحابها اعدوا انفسهم للصورة التذكارية، متمنية حصول مفاجأة تشكل "صدمة ايجابية" لدى الرأي العام اللبناني. وتردد ان وزير الخارجية محمود حمود سينتقل الى وزارة الدفاع ليحل محله في الخارجية جان عبيد على ان يحتفظ الياس المر وفؤاد السنيورة وجان لوي قرداحي وسليمان فرنجية بحقائب الداخلية والمال والاتصالات والصحة. كما تردد اسم ميشال سماحة للإعلام ورئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني وزير دولة لشؤون الإعلام وإيلي سكاف للزراعة، مع احتفاظ حركة "امل" بحقيبة الطاقة والمياه.