بيروت - "الحياة" - دعا وزير الصحة سليمان فرنجية رئىس الجمهورية اميل لحود الى ان "يؤدي دوره ونحن نسير خلفه، وهو ان يسعى لدى طائفته الى الوصول الى دولة فوق الطوائف". وجدد رفضه لما حصل في منطقة الأوزاعي، معتبراً ان الاعتداء على مستشار رئىس الحكومة فادي فواز "يتطلب من حزب الله اجراء دراسة وتقويم". وقال فرنجية في حديث الى إذاعة "صوت لبنان": "صحيح ان هناك أناساً تطبق عليهم القوانين وآخرين لا تطبق عليهم، لكن يجب ان نبحث في هذه المسألة في غير هذه المرحلة الدقيقة خصوصاً مع بروز انطباع بأن خطاب الرئىس جورج بوش عن حزب الله ترجم من جانب الدولة مشكلة ضدّ الحزب". ودعا الى "الافادة من مراحل الهدوء التي يمر فيها الجو الطائفي لتغييره والغاء الطائفية السياسية، لكن كل ما نفعله يتجه نحو ترسيخ الطائفية". وقال: "مستقلبنا كمسيحيين في بلد طائفي لا أراه زاهراً، ويجب ان نكون أكثر الساعين الى تعزيز العيش المشترك". ورأى ان المؤتمر الماروني الذي عقد أخيراً في لوس انجليس "كسائر المؤتمرات وهو ليس ضدّ البلد"، معتبراً "ان لقاء قرنة شهوان هو من هيّج هذا الجو منذ شهرين". وقال: "ان قرنة شهوان، كوكتيل فيه مجموعة من صيادي الظروف تنقلوا بين اسرائيل وسورية والجو العربي الوطني وصولاً الى قرنة شهوان. وغداً اذا اصبحنا موجودين أكثر سيعودون الينا". وأضاف: "اتفق معهم قرنة شهوان في وجوب تصحيح العلاقة مع سورية، لكن تحميلهم سورية مسؤولية تهميش المسيحيين امر اختلف معهم فيه". ورأى ان "سورية لا تطلب من لبنان الا الثقة"، موضحاً "انها كانت قادرة في ظروف متعددة ان تأخذ لبنان ولم تفعل، والرئىس الراحل حافظ الأسد الذي هو من حزب لا يعترف بكيان الدول، اعترف بكيان لبنان". وكشف ان "بعض المعارضين اعتبروا عندما انسحبت سورية اعادة الانتشار في نيسان/ ابريل الماضي، انهم اصيبوا بنكسة وراحوا يبحثون في أمور جديدة يستغلونها للقيام بحملة على سورية". وعن العلاقات الرئاسية، قال: "ان اسباب الخلاف الأساس هو الاطباع المختلفة، وقناعتي ان الرئىس لحود ورئىس الحكومة رفيق الحريري لن يكونا يوماً متفقين بل سيبقيان في هذه الحال، فلحود يعتبر ان الحريري يريد الهيمنة، فيما يعتبر الآخر ان لحود يعرقل له مسيرته الاقتصادية. فاذا لم يكن هناك اتفاق على الشعارات فسيجمعهما فقط حال الأمر الواقع ولا شيء سواه". وأضاف: "كلما أراد وزير أو نائب أو سياسي الحديث في موضوع عليه ان يراعي آراء الرؤساء. فاذا تحدث في الأمن كأنه يتعرض للحود، واذا تحدث في الاقتصاد كأنه يتعرض للحريري واذا تحدث في القانون كأنه يتعرض لرئىس المجلس النيابي نبيه بري". وعن معركة رئاسة الجمهورية قال فرنجية: "واهم من يعتبر الظرف ملائماً للبحث في موضوع الرئاسة". وعن اسباب طرح هذا الملف قال: "فلتسأل الأجهزة الأمنية". وأضاف: "ليست لدي مشكلة مع الخط السياسي للأجهزة، لكن مشكلتها انها تتلهى أحياناً عن الأخصام بالتسلية بالحلفاء". ورأى ان "الوضع الاقتصادي سيئ جداً والحريري هو الوحيد القادر على اعطاء حلول جزئية فيما الحلول الجذرية تتطلب تعاون الجميع وهذا غير حاصل". وعن علاقته برئىس الحكومة السابق عمر كرامي، قال انه يربطه تحالف سياسي مع الوزير نجيب ميقاتي و"لا يمكنني ان اتخطاه في هذا الأمر، وهذا الكلام ابلغته الى النائب وليد جنبلاط"، معتبراً ان "الرئىس كرامي تجمعنا معه ألف مسألة وتفرقنا الانتخابات". جنبلاط ومصالحة كرامة فرنجية وعلمت "الحياة" ان جنبلاط ناقش مع فرنجية خلال لقائهما الخميس الماضي امكان بذل جهود لتحقيق مصالحة بين وزير الصحة وكرامي بعد القطيعة بينهما بسبب خلافهما في الانتخابات النيابية التي أجريت صيف العام 2000. وقالت مصادر مطلعة ان "جنبلاط سيبذل جهوداً في هذا الصدد بين الزعيمين الشماليين".