صرف البرلمان البحريني أمس 35 دقيقة من وقته من أصل ثلاث ساعات ونصف ساعة في جدل وسجال عن آلية"تحصيل دينار بحريني واحد"2.5 دولار لمصلحة تمويل مشروع صندوق النفقة، قبل ان يسقط النواب المادة المعنية. ودخلت كتلة المنبر الوطني الإسلامي الإخوان المسلمون صاحبة المشروع، في شدّ وجذب مع النواب وفي مقدمهم السلفيون، في حين اتهم نائب شيعي السلفيين وبعض الشيعة الليبراليين بالوقوف وراء إسقاط"الحسينيات والحوزات العلمية"من أوجه الصرف في مشروع تمليك"الأوقاف السنية والجعفرية"مساحة من أراضي المملكة. وتنص المادة الرابعة من مشروع النفقة الذي تستفيد منه الزوجة المطلقة وأولادها على انه"يتم تحصيل مبلغ دينار بحريني واحد لمصلحة الصندوق عن كل دعوى من الأحوال الشخصية"، بيد ان النائب في الكتلة الإسلامية الشيعية علي السماهيجي طلب أن يكون التحصيل من المحكوم عليه الزوج وأيّده رئيس كتلة الأصالة السلفية الشيخ عادل المعاودة، في حين تساءل عضو الكتلة الشيعية الشيخ عبد الله العالي:"لماذا دينار واحد بالذات، وهل يجوز شرعاً أخذه في شكل إلزامي؟". وأوضح مقرر لجنة الشؤون التشريعية وعضو كتلة"المنبر الإسلامي"الدكتور عبداللطيف الشيخ ان المحاكم تفرض رسوماً في الوقت الحالي، ومن باب الدعم للصندوق سيتم اقتطاع دينار عن كل دعوى من دعاوى الأحوال الشخصية، مؤكداً"انها ليست رسماً جديداً أو إضافياً"لكنه وجه سؤالاً إلى وزير العدل جواد بن سالم العريض عما اذا كان الدينار المقصود"هو ذاته الذي تضمنه المشروع، ام انه دينار آخر؟". غير ان العريض الذي يعد أحد أبرز وزراء الحكومة رد قائلاً"أنت الذي تجيب، لأنه مشروعك"، قبل ان يدعو النواب لقراءة مواد المشروع، ويحيلهم إلى المادة العاشرة منه التي تحدد موارد الصندوق، لافتاً إلى وجود رسم ثابت مقداره دينار واحد على كل الدعاوى الشرعية حالياً، غير انه أوضح ان الوزير لا يصدر قراراً فيه فرض رسوم"وإنما يأتي ذلك من مجلسكم". وتدخل النائب عبدالعزيز المير واقترح إضافة عبارة"أن لا يزيد عن دينار واحد"، بينما قال النائب المستقل جاسم عبدالعال أن "الدينار"إيراد ضعيف، وطالب بإلغاء المادة أو ترك الأمر للوزير لتحديد المبلغ المستحصل، في حين اكتفى عضو الكتلة الشيعية محمد عباس آل الشيخ"أن لا يقل عن دينار ولا يزيد على عشرة دنانير". وأسقط نواب السلف والكتلة الشيعية نص المادة عند التصويت على حذفها، قبل أن يدخل النواب في جدل جديد حول طبيعة المصرف الذي ستودع فيه أموال الصندوق. من جهة ثانية، اتهم عضو الكتلة الإسلامية الشيعية الشيخ عبدالله العالي في تصريح إلى"الحياة"نواب السلف وبعض النواب الشيعة الليبراليين، بإسقاط فقرة"الحسينيات والحوزات العلمية"التي اقترحت الكتلة إضافتها ضمن أوجه الصرف من مشاريع تلك الأراضي مستقبلاً. وأبدى أسفه لاستجابة نواب شيعة وتأييدهم لهذا الحذف"وهو ما يشير إلى وجود نوايا سيئة تريد التنكيل بنا".