اعلنت طهران امس ان احتمال إحالة الملف النووي الإيراني على مجلس الأمن لا يخيفها، مكررة ان "حقوقها" في امتلاك تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية "غير قابلة للمساومة". وإذ نوهت بالمحادثات مع الجانب الأوروبي، اكدت مصادر برلمانية ايرانية ل"الحياة" ان هناك توجهاً جدياً في البرلمان للمصادقة على مشروع قانون يلزم الحكومة التخلي عن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، إذا احالت واشنطن الملف النووي على مجلس الأمن. في غضون ذلك حذر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان من ان اي عمل عسكري تفكر فيه أميركا ضد ايران لن يكون مشروعاً. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ان الجمهورية الإسلامية لن تقبل اي اقتراح اوروبي في الملف النووي، إلا اذا احترم "مصالحها الوطنية وحقها في امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية، خصوصاً في تحقيق دورة الوقود التي تتيح تخصيب اليورانيوم". وقال الناطق حميد رضا آصفي: "لم نتلق بعد الاقتراحات الأوروبية، لكنها لن تكون مقبولة إلا اذا احترمت مصالحنا واعترفت بحقوقنا المشروعة في الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية، خصوصاً دورة الوقود النووي". وأشار الى ان الإيرانيين والأوروبيين اجروا "محادثات جيدة خلال الأيام الماضية وستستمر". وأكد ان ايران لا تريد ان يرفع ملفها الى مجلس الأمن، لكنه استدرك ان مثل هذا الاحتمال "لا يخيف" حكومته. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن آصفي قوله: "على الأوروبيين قبول حقيقة ان ليس في إمكانهم ان يصدروا إلينا الأوامر في شأن الطريقة التي علينا التعامل بها مع برنامجنا النووي، لأننا لم ننتهك اي اعراف دولية في هذا المجال، ولو لم تسيس القضية لكانت حسِمت". وكشف ان وفداً اوروبياً سيزور طهران قبل 25 تشرين الثاني، الموعد النهائي الذي حددته الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي تنصاع ايران لمطالبها. الى ذلك، اكدت مصادر برلمانية ايرانية ل"الحياة" ان هناك توجهاً جديداً لدى النواب للمصادقة على مشروع قانون يلزم الحكومة الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، اذا أحالت الولاياتالمتحدة ملف ايران النووي على مجلس الأمن، في الاجتماع المقبل لمجلس حكام وكالة الطاقة في تشرين الثاني. ويكثف البرلمان الإيراني يسيطر عليه المحافظون تحركاته لممارسة مزيد من الضغط على حكومة الرئيس محمد خاتمي لدفعها الى وقف التعاون مع الوكالة، والانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. واستدعى البرلمان رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آقازاده لحضور اجتماع لجنة الطاقة في المجلس غداً حيث سيقدم تقريراً عن الاجتماع الأخير للوكالة الدولية، وسيحضر قائد سلاح الجو الإيراني الأدميرال عباس محتاج غداً اجتماع لجنة العلاقات الخارجية المنبثقة من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى. وأمس، قال الناطق باسم الخارجية البريطانية في تصريح الى وكالة الأنباء الإيرانية، ان بلاده تسعى بالتعاون مع مجموعة الثماني الى التوصل الى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين لتسوية ذلك الملف، مؤكداً ان لندن لا تعارض استخدام الدول الطاقة النووية للأغراض السلمية في اطار معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووي وفي حديث الى قناة "اي تي في" التلفزيونية البريطانية، حذر أمين عام الاممالمتحدة كوفي انان من التفكير في اي عمل عسكري ضد ايران. ولفت الى ان تلك الضربة لن تكون مشروعة بموجب ميثاق الأممالمتحدة.