بدأ امس وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه زيارة لاسرائيل هي الاولى من نوعها منذ توليه منصبه، من اجل تنشيط الحوار بين الجانبين بعد مرحلة توتر تتعلق اساسا بالسياسة الاسرائيلية ازاء الفلسطينيين والاتهامات الاسرائيلية بتصاعد موجة العداء للاسامية في فرنسا. ومن المقرر ان يلتقي بارنييه اليوم في القدس الرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف على ان يجتمع لاحقا مع رئيس الوزراء ارييل شارون ورئيس الكنيست ريوفين ريفلين وزعيم المعارضة العمالية شمعون بيريز. وأفاد مصدر مطلع في باريس ان بارنييه سيعيد، خلال هذه المحادثات، تأكيد مواقف فرنسا من الصراع العربي الاسرائيلي والسلام، والتمسك بدولتين اسرائيلية وفلسطينية تعيشان في أمن جنباً الى جنب، كما سيعرض موقفها من الانسحاب الاسرائيلي من غزة على انه خطوة ايجابية إذا كانت في اطار عام، وهو خريطة الطريق، مع تفكيك المستوطنات من غزة والأراضي الفلسطينية. كما يعرض ما يمكن أن تقوم به فرنسا والاتحاد الأوروبي من مساهمة ودعم لتنفيذ هذا المشروع. وكان الوزير الفرنسي وصل برفقة زوجته ايزابيل، الى مطار بن غوريون في تل ابيب بعد الظهر. وتوجه الى منطقة روغليت قرب القدس لوضع اكليل من الزهور على نصب تذكاري احياء لضحايا اليهود الفرنسيين الذين سقطوا او رحلوا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال بارنييه امام النصب الذي كتبت عليه اسماء ثمانين الفا من اليهود الفرنسيين: "لن نتسامح ابدا، لن نتسامح ابدا" مع معاداة السامية. واضاف ان "جلادي تريبلينكا وداشو كانوا يسعون الى محو ذكرى ضحاياهم وكل ما هو بشري لدى الانسان، هذا ما جعل جريمتهم يعجز عن وصفها. لكننا هنا لنقول انهم فشلوا". وبعدما شدد على ان فرنسا تبذل "كل ما في وسعها لمعاقبة" مرتكبي اعمال معاداة السامية المتزايدة في فرنسا، قال ان "لا شيء يبرر هذه الاعمال لا الوضع الاجتماعي لمرتكبيها ولا حتى في بعض الاحيان صغر سنهم".