استقبل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مساء الاربعاء في اسرائيل مئتي مهاجر يهودي واشاد بالجهود التي يبذلها الرئيس الفرنسي جاك شيراك لمحاربة معاداة السامية. وكان خطاب شارون الذي جاء خصيصا الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب لاستقبال المهاجرين، محور ترقب لا سيما بعد النداء الذي وجهه في 18 يوليو الى يهود فرنسا من اجل مغادرة بلادهم فورا هربا من موجة معاداة السامية فيها. وقد اثار تصريحه استياء عارما في فرنسا. الا ان شارون عمد الى تغيير لهجة خطابه. فقال: شهدنا خلال السنوات الاخيرة تصعيدا في معاداة السامية ونشعر باحترام كبير للاهتمام الذي يبديه جاك شيراك وحكومته لمحاربة هذا الامر. واضاف: آمل ان تحذو دول اخرى حذو شيراك. وتابع: لا بد من التمييز بين محاربة معاداة السامية من جهة وتشجيع الهجرة (الى اسرائيل) من جهة ثانية. يجب ان يأتي اليهود ويستقروا هنا لان هذا هو وطنهم لا من اجل الهرب من معاداة السامية. وتلقى كل من المهاجرين لدى نزولهم من الطائرة في مطار بن غوريون زهرة وعلما اسرائيليا. واستقبلهم وزير الهجرة والاستيعاب الاسرائيلي تزيبي ليفني على المدرج حيث القى كلمة اكد فيها انه لا يمكن لليهودي الحصول على الحرية والمساواة والاخوة الا في اسرائيل. وبين المهاجرين بياتريس سيلام وهي سكرتيرة في الخامسة والاربعين وصلت من باريس مع اولادها الثلاثة. ولدى وصولها، انفجرت بالبكاء تأثرا. وقالت لقد غادرنا بهدف اعطاء اولادنا تعليما جيدا وبسبب المناخ المعادي للسامية الذي لا يطاق في فرنسا. وتحدثت كارين ليلتي التي جاءت الى اسرائيل مع اولادها الاربعة، عن دوافع اخرى. وقالت: قررنا الرحيل بعدما اصبحت لدينا اخيرا شجاعة تحقيق حلمنا. لم تلعب معاداة السامية، الموجودة حقا، اي دور في مغادرتنا. واشار الى ان عدد المهاجرين اليهود الفرنسيين قد يصل الى 2800 او 3000 شخص هذه السنة مقابل 2100 في 2003. سياسيا، تجنب شارون العودة الى الكلام الذي قاله قبل عشرة ايام والذي تسبب بضجة كبرى في فرنسا. وكان قد قال: ان مجرد كون عشرة في المئة من سكان فرنسا من المسلمين يشكل تربة خصبة لشكل جديد من معاداة السامية.مما يعني تحريضا غير مباشر ضد المسلمين في فرنسا وقال وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه ان اقوال شارون غير مقبولة ولا يمكن التسامح معها لانها تمس المبادىء الاساسية للجمهورية.