شهدت الجهود الرامية الى بسط سيطرة الحكومة العراقية على مناطق "متمردة" قبل الانتخابات المقررة في كانون الثاني يناير المقبل، تقدماً على أكثر من صعيد، في وقت أقر وزير الدفاع الأميركي أثناء زيارة مفاجئة للعراق أمس بأن المعركة مع "المتمردين" "معنوية" واصفاً اياها بأنها "اختبار للارادة"، ومتوقعاً زيادة في الهجمات مع اقتراب موعد الانتخابات التي كرر المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني امس تشديده على اجرائها في موعدها المحدد وان تكون "حرة ونزيهة". راجع ص 2 و3 وفي حين كشف رئيس وفد الفلوجة أن المفاوضات مع ممثلي الحكومة تحقق تقدماً، وأن الجانبين اقتربا من ابرام اتفاق، حدد مستشار الأمن القومي العراقي قاسم داود مهلة خمسة أيام لميليشيا "جيش المهدي" الموالية للزعيم الشيعي مقتدى الصدر لنزع أسلحتها في "مدينة الصدر"، بعدما أعلنت أنها ستسلم أسلحتها الثقيلة والمتوسطة اليوم، مؤكداً أن الحكومة خصصت نصف بليون دولار لاعادة اعمار هذه الضاحية الفقيرة. في هذا الاطار، نفى الشيخ عبدالهادي الدراجي أحد مساعدي مقتدى الصدر ان يكون تسليم الاسلحة سيتم في مقابل تعويضات مالية، موضحاً أن: "جيش المهدي سيعمد الى نزع اسلحته لقاء اطلاق أنصار التيار الصدري المعتقلين لدى القوات الأميركية". وكان عدنان الصفار وكيل وزير الدولة للشؤون الامنية أعلن دفع الحكومة العراقية تعويضات مالية الى اهالي "مدينة الصدر" لقاء تسليم اسلحتهم. وفي ما يتعلق بالفلوجة، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات بين وفد من وجهاء المدينة والحكومة العراقية ان تقدماً تحقق فيها. وأوضح الناطق باسم الوفد الشيخ عبدالحميد جدوع أن وفداً عسكرياً من "لواء الفلوجة" المنحل برئاسة قائده اللواء عبدالله المحمدي، توجه الى بغداد للتفاوض مع وزير الدفاع حازم الشعلان، مؤكداً أن "الوفد سيجري محادثات لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق بين الطرفين". على صعيد آخر، كثفت العشائر العراقية الموجودة في مناطق اللطيفية واليوسفية والمحمودية جنوببغداد اتصالاتها مع مسؤولين بهدف التوصل الى اتفاق مماثل لاتفاق مدينة الصدر لوقف العمليات العسكرية في ما يسمى ب"مثلث الموت". وقال سعد صالح جبر الأمين العام لحزب "الامة" وعضو المجلس الوطني العراقي ل"الحياة" ان "محادثات تجري بين العشائر العراقية في هذه المناطق وبين مجموعة من اعضاء المجلس وممثلي الاحزاب السياسية بغية التوصل الى صيغة اتفاق يهدف الى جمع الصف بين العشائر والحكومة". ميدانياً، أسفر انفجار حافلة مفخخة يقودها انتحاري أمام مبنى وزارة النفط العراقية واكاديمية الشرطة المجاورة لها عن مقتل أكثر من 17 شخصاً واصابة العشرات بجروح من بينهم جندي أميركي. وأوضح الناطق الاعلامي باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أن السيارة انفجرت عند تقاطع مروري قرب مبنى اكاديمية الشرطة وربما كان يستهدف المتطوعين للاكاديمية. وتخضع المنطقة لرقابة امنية صارمة بسبب وجود مقرات وزارات النفط والتجارة والموارد المائية فيها. في الوقت ذاته، فجر انتحاري آخر نفسه قرب مبنى وزارة الثقافة العراقية في حي زيونة شرق، ما أسفر عن سقوط قتيل على الأقل وجرح آخرين. من جهة ثانية، أعلن وزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن، اطلاق 154 معتقلاً من سجن "أبو غريب"، مشيراً الى ان حوالي 136 معتقلاً آخرين سيطلقون تباعاً. وكشف مصدر في الشرطة العراقية في بغداد ل"الحياة" اعتقال 72 مسلحاً بينهم اردنيون وسوريون وايرانيون خلال الاسبوع الماضي في اللطيفية والاسكندرية والحصوة وفي حوزتهم أسلحة وسيارات مفخخة ومتفجرات. كما اعتقلت الشرطة العراقية ايرانياً يدعى محمد صابر قرب منطقة الرصافة في بغداد، مشيرة الى أنه اعترف بدخول العراق لتنفيذ "أعمال تخريبية". وفي القاهرة أ ف ب أعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية ماجد عبدالفتاح ان المؤتمر الدولي حول العراق الذي تستضيفه مصر سيعقد في 25 تشرين الثاني نوفمبر المقبل.