بدأت قاعات السينما في العاصمة تونس تفتح أبوابها وتنفض الغبار عنها بعدما هجرها الجمهور إلى الفضائيات وتركها الشباب إلى الإنترنت. والمناسبة هي الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية، التي تعتبر من المهرجانات السينمائية العريقة في العالم العربي وأفريقيا. وأتى المهرجان نوعاً من الرد الثقافي لبلدان العالم الثالث على احتكار المخرجين الغربيين المهرجانات السينمائية العالمية. وسيقتصر عدد الأفلام الروائية الطويلة المعتمدة للحصول على جوائز الدورة المقبلة للمهرجان على 15 فيلماً عربياً وإفريقياً بدل 20 في الدورات السابقة. وأفيد أن الدورة، وهي الثالثة والعشرين، ستقام من 23 الى 31 تشرين (أكتوبر) المقبل تزامناً مع احتفال تونس بسنة السينما. وتضم لجنة التحكيم التي لم يُكشف النقاب بعدُ عن اسم رئيسها، كلاً من الممثلة الهام شاهين (مصر) والمخرج عبد الرحمن سيساكو (موريتانيا) والكاتب الأفغاني عتيق رحيمي وعازف العود والمؤلف الموسيقي أنور براهم (تونس) والمخرج الاثيوبي هايلي غيرما وهو صاحب الفيلم الفائز بالتانيت الذهبي للدورة 22 من أيام قرطاج السينمائية عن فيلمه «تيزا». سيُكرم المهرجان في هذه الدورة سينما جنوب أفريقيا والسينما المكسيكية وسينما بلدان يوغسلافيا السابقة. أما لائحة النجوم المكرمين فتضم الفنان المصري نور الشريف والمخرج الجزائري رشيد بوشارب صاحب «الخارجون عن القانون» و «الأهالي»، والممثلة الفلسطينية هيام عباس التي مثلت في عدة أفلام عربية، مثل «الجنة الآن» و «باب الشمس»، كما شاركت في أفلام غربية عدة منحتها شهرة دولية مثل «ميونخ» مع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ. ولم ينس منظمو الدورة الممثل البوركيني الراحل سوتيغي كوياتي الذي سيشمله التكريم أيضاً. ومن جديد الدورة إدماج الأفلام الوثائقية الطويلة في المسابقة الرسمية، وهو تطور فرضه تنامي الأفلام الإفريقية والعربية التي تُصنف في هذه الخانة، وهي أفلام باتت تشارك في المهرجانات الدولية وتحصد الجوائز أسوة بفيلم «زرزيس» للتونسي محمد الزرن والتي تصف حياة الناس في مدينة ساحلية في جنوبتونس. كذلك أضيفت إلى باقي المسابقات مسابقة للأفلام القصيرة التونسية، لكن عُهد بها إلى لجنة تحكيم دولية. ولن يعرض المخرج التونسي عبداللطيف كشيش فيلمه الجديد «فينوس السوداء» ضمن فعاليات هذه الدورة، لكن الفيلم سيشارك في مسابقة الدورة ال67 لمهرجان البندقية السينمائي الذي انطلق يوم 1 الجاري ويستمر إلى 11 منه. و «فينوس السوداء» هو الفيلم الثاني في رصيد المخرج كشيش بعد فيلمه «كسكس بالبوري» (صنف من السمك المتوسطي) الذي أنتج سنة 2007 وتحصل على الجائزة الوطنية الفرنسية لأفضل الأعمال السينمائية «سيزار» عام 2008.