دعا المبعوث الخاص للامم المتحدة في الشرق الاوسط تيري رود لارسن اسرائيل الى التجاوب مع الاشارات المتكررة التي اطلقها الرئيس السوري بشار الاسد في الآونة الاخيرة بشأن استعداد دمشق للعودة الى طاولة المفاوضات مع الاسرائيليين، مشدداً في الوقت ذاته على موقف الاممالمتحدة الواضح القائل بعدم قانونية الاستيطان اليهودي في الجولان السوري المحتل. واوضح لارسن، في تصريحات خاصة الى "الحياة"، ان موقف الرئيس السوري الذي أكده اخيراً لعدد من ضيوف دمشق الدوليين، بمن فيهم لارسن نفسه، والذي اعلن فيه استعداد سورية استناف المفاوضات على اساس قراري مجلس الامن 242 و 338 للعمل باتجاه طريق السلام "موقف يثنى عليه ويثمن عالياً"، مضيفاً ان "في مصلحة الحكومة الاسرائيلية ان تتجاوب مع هذه الاشارات" ب "العودة مباشرة الى طاولة المفاوضات". ونوّه لارسن بتصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم الاخيرة التي اعلن فيها أن "اسرائيل مستعدة لمفاوضات مباشرة مع سورية بدون شروط مسبقة". ورداً على سؤال ل "الحياة" عما اذا كانت "الشروط المسبقة" التي ترفضها اسرائيل للعودة الى طاولة المفاوضات مع سورية تعني رفض اسرائيل الموقف السوري المتمثل بوجوب استئناف المفاوضات من النقطة التي بلغتها في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في مفاوضات واي بلانتيشن، قال لارسن: "اعتقد، من خلال حديثي مع الرئيس الاسد، ان يده ممدودة بدعوة مفتوحة للعودة الى المفاوضات، وهذه فرصة يجب على اسرائيل ان تستفيد من زخمها". وفي المقابل، اشار لارسن الى وجود "تقارير متناقضة" من اسرائيل بشان نيات الحكومة الاسرائيلية توسيع نشاطاتها الاستيطانية في هضبة الجولان السورية المحتلة، معتبراً أن ما نسب الى وزير الزراعة الاسرائيلي يسرائيل كاتس بهذا الشأن "يثير القلق". وقال ان مسؤولاً اسرائيلياً رفيع المستوى، في المقابل، أكد له ان المشروع الاستيطاني الجديد في الهضبة "لن يرى النور". وزاد لارسن: "في كل الاحوال، فان موقف الاممالمتحدة من الاستيطان لم ولن يتغير. المستوطنات غير قانونية ويجب ان تتوقف". وخصصت الصحف الاسرائيلية الكبيرة امس جزءاً من مقالاتها لمناقشة "جدية الايماءات السورية" ودعت في معظمها المؤسسة السياسية للاصغاء الى موقف المؤسسة العسكرية التي ترى في دعوة سورية فرصة يجب على اسرائيل ان لا تفوتها. وانتقد بعض المقالات احجام شارون عن ابداء موقفه ازاء الدعوة السورية. وكتب زئيف شيف في "هآرتس" انه لا يوجد لسورية شريك في اسرائيل، مستخدماً العبارة ذاتها التي تستخدمها اسرائيل في الحديث عن الفلسطينيين. وقال ان شارون لا يريد ان يتجاوب مع "المبادرة السورية لأنه لا يريد ان يدفع الثمن الذي تتطلبه المفاوضات"، مشيراً الى ان وزير دفاعه شاؤول موفاز يشاركه "الصمت" ازاء الاقتراح السوري.