بات مرجحاً أن تتوصل الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الى اتفاق سلام نهائي بحلول نهاية الشهر الجاري، بعدما وقعتا امس اتفاق قسمة الثروة في ضاحية نيافاشا في كينيا التي ترعى المفاوضات. ويتوقع ان يبدأ المفاوضون اليوم أو غداً المرحلة التالية من المحادثات التي تشمل ثلاثة ملفات، هي قضية المناطق الثلاث وقسمة السلطة وترتيبات وقف النار وفصل القوات. وستعقب معالجة هذه القضايا جلسة للبحث في ضمانات تنفيذ الاتفاق، وتشمل قوات المراقبة الدولية والجهات المشاركة فيها. ويستعد البيت الابيض لاستقبال قادة الحكم السوداني و"الحركة الشعبية" لتوقيع الاتفاق النهائي في احتفال في البيت الابيض تحت رعاية الرئيس جورج بوش في البيت الابيض. راجع ص 7 وعكست الاجواء والتصريحات التي صاحبت توقيع اتفاق قسمة الثروة الذي ينص على اقتسام عائدات النفط بالتساوي تقريبا بين الخرطوم وحكومة ستشكل في الجنوب، استعداد الاطراف السودانية لاتفاق سلام نهائي وشيك ينهي 20 عاماً من الحرب. اذ أكد زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق ان "عملية السلام باتت الآن أمراً لا رجعة عنه". وقال ان "الجانبين سيصلان الى اتفاق سلام في وقت لا يتجاوز نهاية الشهر الجاري. ومهما كانت المصاعب التي تواجهنا فإننا مصممون على تجاوزها". ونقل عن قرنق في وقت لاحق إنه سيطرح مبادرة لاطلاق جميع الاسرى لديه من القوات الحكومية من أجل "تحسين اجواء التفاوض وتعزيز الثقة". وشبه هذه الخطوة بمبادرته إرسال وفد من حركته الى الخرطوم الشهر الماضي. ورد النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الذي يفاوض قرنق في كينيا منذ 38 يوماً، مؤكدا أن التوقيع على اتفاق قسمة الثروة "خطوة تاريخية ونهاية فصل طويل من الحرب تعكس إرادة الطرفين في التوصل الى اتفاق مهما كانت القضايا المتبقية شائكة". وقدم طه وعداً بحل مشكلة الحرب في ولايات دارفور في غرب البلاد سلماً حتى لا يأتي السلام منقوصاً. ومثل وعده تحولا في الموقف الحكومي الذي شهد تصعيداً ضد متمردي دارفور في الايام الماضية. وفي الخرطوم رحب الرئيس عمر البشير بالاتفاق، واكد ان الاتفاق النهائي "لن يكون شمالياً وجنوبياً بل سيكون شاملاً ولن يعزل أحداً". ودعا الى "تجاوز المرارات والأحقاد وبناء الثقة"، لافتاً الى "أن هناك شراكات وتحالفات جديدة" ستنشأ في المرحلة المقبلة. ورافقت حفلة التوقيع التي حضرتها وزيرة التنمية الدولية النروجية هيلدا جونسون ومجموعة من المسؤولين الاميركيين والبريطانيين ومن دول اوروبية أخرى، اضافة الى مسؤولين كينيين كبار وآخرين من دول الهيئة الحكومية للتنمية إيغاد التي ترعى المفاوضات، اجواء احتفالية شملت الرقص والغناء وتبادل القفشات. واستقبلت القوى السياسية السودانية المعارضة توقيع الاتفاق بالترحيب، فيما هنأ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الطرفين. وتوقع ان يتم التوصل الى الاتفاق النهائي قبل نهاية الشهر الجاري. وعلم أن واشنطن اعطت تعليمات لسفارتها في الخرطوم بمنح 75 من المسؤولين الحكوميين والشخصيات العامة تأشيرات الى الولاياتالمتحدة التي تمنع دخول المسؤولين في اطار العقوبات التي تفرضها على السودان. ويشارك هؤلاء المسؤولون في احتفال توقيع اتفاق السلام الذي يقام في حدائق الابيض في شباط فبراير المقبل، وبعد وقت قصير من انتهاء مفاوضات كينيا. وتفيد المعلومات ان السفارة باشرت اجراءات منح التأشيرات وان ليس بين المدعوين معارضين.