استأنف مفاوضو الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" عملية السلام السودانية في كينيا أمس، بعد تقدم وصف بأنه "كبير" في ملفي قسمة الثروة وثلاث مناطق متنازع عليها. وفي غضون ذلك، أعربت واشنطن عن أملها بتحقيق سلام في نهاية العام الجاري. ووعد الجانبان بالتوصل الى إتفاق سلام بحلول نهاية العام على رغم ان الخبراء يعتبرون ان هذا الموعد بات يبدو غير واقعي. وأكد مسؤول اميركي ان "واشنطن لا تزال تنتظر من الخرطوم والحركة الشعبية ان تتوصلا الى اتفاق سلام نهائي قبل نهاية العام الجاري". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر: "لسنا في مرحلة تحملنا على القول ان الأمور متوقفة، لكنهما طه وقرنق وعدا وزير الخارجية الاميركي كولن باول بالتوصل الى اتفاق سلام، وهما يعملان للوفاء بالتزامهما". وتعهدت واشنطن في تشرين الاول اكتوبر الماضي بزيادة المساعدة للسودان، لكن أكدت ان المساعدة سترتبط بتنفيذ اتفاق سلام. والتقى زعيم المتمردين جون قرنق مع النائب الاول للرئيس السوداني عثمان علي طه في منتجع نيافاشا لانهاء تفاصيل اتفاق على قسمة الثروة النفطية بعد انهاء الحرب الاهلية الناشبة منذ 20 عاما. واكدت مصادر قريبة من مفاوضات السلام أن طه وقرنق اقتربا من حسم ملفات قسمة الثروة والمناطق الثلاث للانتقال الى ملف قسمة السلطة. واكدت مصادر في المفاوضات ان "اتفاق السلام بات قاب قوسين أو أدنى، وان رؤى الطرفين في شأن قسمة السلطة متقاربة باستثناء قضية العاصمة القومية". وأعلن الطرفان قبل رفع المفاوضات لعطلة عيد الميلاد، عن تقدم كبير في القضايا العالقة. ومن المقرر ايضا ان تجتمع لجنة من المفاوضين في نيافاشا للبحث في وضع المناطق الثلاث جبال النوبة والنيل الازرق وابيي. واتفقت الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" العام الماضي على استثناء المناطق غير المسلمة من تطبيق الشريعة الاسلامية وتنفيذ فترة انتقالية مدتها ست سنوات يقترع بعدها الجنوب على ما اذا كان يريد الانفصال. ومناطق جبال النوبة والنيل الازرق وابيي المتنازع عليها جزء من شمال السودان لكن "الحركة الشعبية" تقول انها مهمشة ويجب منحها الحكم الذاتي واستثناء من تطبيق الشريعة الاسلامية. على صعيد آخر، دعا وزير التجارة الخارجية في السودان عبدالحميد موسى كاشا أمس، الى "سحق حركة تحرير السودان في دارفور"، في وقت اعلنت فيه الحكومة انها صدت هجوما للتمرد في هذه المنطقة. ونقلت وكالة الانباء السودانية عن كاشا، المتحدر من احدى قبائل دارفور، قوله: "يجب تأكيد سلطة الدولة في دارفور كما تجب معاملة المتمردين بقسوة". ودعا كاشا الجنود المتمركزين في ولاية اعالي النيل في الجنوب، الى التوجه الى دارفور "لسحق التمرد الخارج عن القانون". من جهة اخرى، اعلن حاكم ولاية غرب دارفور اللواء سليمان عبدالله آدم ان الجيش صد هجوما ل"حركة تحرير السودان" الناشطة في دارفور استهدف مدينة كلبس التي تبعد مسافة 10 كيلومترات عن الحدود مع تشاد. ونقلت صحيفة "اخبار اليوم" عنه قوله ان "قواتنا المسلحة تصدت للمهاجمين وكبدتهم خسائر جسيمة في المعدات". والهجوم هو الثالث الذي يستهدف المدينة منذ تشرين الاول اكتوبر الماضي. وكانت حركة التمرد اعلنت الثلثاء الماضي انها قتلت 84 جنديا عندما صدت هجوما عنيفا شنه الجيش في منطقة كبكابية في شمال دارفور. وظهرت حركة التمرد في دارفور التي تطالب بالتنمية الاقتصادية في المنطقة الى العلن في شباط فبراير من العام الجاري.