أدلى مئات الآلاف من الجورجيين بأصواتهم امس، في اول انتخابات رئاسية بعد اجبار الرئىس السابق ادوارد شيفاردنادزه على تقديم استقالته قبل اسابيع. وبدت نتائج عملية الاقتراع محسومة حتى قبل اعلانها رسمياً، نظراً الى غياب اي منافس جدي للمرشح ميكائيل ساكاشفيلي احد ابرز اقطاب المعارضة التي اطاحت النظام السابق والمعروف بولائه الشديد للولايات المتحدة. ولفت ان الرئىس الجورجي السابق ادوارد شيافردنادزه اعرب لدى ادلائه بصوته امس، عن تأييده لساكاشفيلي. وقال انه "صوت لمصلحته" ودعا الى "البدء فوراً بالعمل"، مشيراً الى ان على الرئىس الجديد ان "يعمل اكثر ويتكلم اقل". وأعلنت لجنة الانتخابات في جورجيا شرعية عملية الاقتراع بعد مشاركة اكثر من 60 في المئة من الناخبين. وجاءت هذه الانتخابات بعد مرور ستة اسابيع على استقالة شيفاردنادزه تحت ضغط حركة احتجاج واسعة اندلعت بعد اتهامات للرئيس السابق بتزوير نتائج انتخابات برلمانية لضمان سيطرة انصاره على الهيئة الاشتراعية. ويذكر ان ساكاشفيلي 36 عاماً درس في الولاياتالمتحدة، ويعد من اشد الموالين للغرب. وكان محللون اشاروا الى "الدور الاميركي البارز" في توجيه ما وصف آنذاك بأنه "ثورة مخملية" نجحت في اقصاء شيفاردنادزه ومهدت لبروز قيادة جورجية جديدة. ولفت عديدون الى ان سيناريو تبديل السلطة في جورجيا هدف الى ضمان الاستقرار في هذا البلد بعد تصاعد درجة التذمر بسبب الفساد وتردي الاوضاع المعيشية. وكانت واشنطن اكدت اكثر من مرة ان جورجيا غدت منطقة نفوذ استراتيجي لمصالحها، وهي تعد اضافة الى اذربيجان المجاورة، حلقة الوصل الاساسية بين اوروبا والشرق الاوسط. اضافة الى ذلك، تشكل جورجيا طريق عبور خط انابيب النفط من حوض قزوين الى الاسواق الدولية. ومعلوم ان واشنطن كانت اولت اهمية كبرى لمشروع خط انبوب باكو - جيهان تركيا الذي يمر عبر جورجيا ويوفر للمرة الاولى فرصة لنقل نفط قزوين من دون عبور الاراضي الروسية. وكانت روسيا اعربت اكثر من مرة عن قلقها بسبب تزايد النفوذ الاميركي في جورجيا. ورأى محللون روس ان منطقة القوقاز اصبحت "ساحة حرب باردة جديدة" بين واشنطن وموسكو. وكانت الاخيرة تعاملت بفتور مع نتائج "الثورة المخملية" وانتقد وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف بشدة ما وصفه بأنه "تدخل خارجي في شؤون جورجيا".