استبعدت السلطات في القاهرةوباريس احتمال عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة المصرية، بعيد اقلاعها صباح أمس من مطار شرم الشيخ إلى القاهرة وعلى متنها 148 شخصاً، غالبيتهم من الفرنسيين، قضوا جميعاً في الحادث. ويرجح أن وراء سقوط الطائرة، وهي من طراز "بوينغ 737" تابعة لشركة "فلاش آرلينز" المصرية الخاصة، عطلاً فنياً أصابها فور اقلاعها، لتصطدم بمياه البحر قبالة شرم الشيخ. وتناثرت أشلاء الضحايا وحطام الطائرة في منطقة واسعة إلى حيث هرعت فرق انقاذ وتفتيش. راجع ص7 وأسرعت السلطات الفرنسية إلى طلب تحقيق قضائي بتهم القتل غير العمد. وأوضحت وزارة العدل الفرنسية أن الطلب "لا يعد حكماً بأي شكل من الأشكال في أسباب المأساة"، وإنما يمثل إطاراً قانونياً يتيح للمحققين الفرنسيين العمل مع نظرائهم المصريين. وبالفعل اتصل الرئيس حسني مبارك بنظيره الفرنسي جاك شيراك ليبلغه الترحيب المصري بمشاركة محققين فرنسيين. وبدا واضحاً أن مسار التحقيق في الحادث لن يصطدم بالعقبات التي واجهها التحقيق في سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" التي تحطمت قبالة السواحل الشرقية الأميركية العام 1999، والتي لم يرض المصريون عن إصرار الأميركيين تحميل مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي المسؤولية عن إسقاطها. فالطائرة هذه المرة تابعة لشركة من القطاع الخاص، كما أن حرص الجانبين المصري والفرنسي على نفي أي احتمالات لعمل إرهابي تزامن مع ترحيب مصري بمشاركة فرنسية في التحقيق. وكان لافتاً تطابق تأكيدات، من القاهرةوباريس، لخلل تقني قد يكون السبب المرجح للكارثة، سواء عجز قائد الطائرة المصري عن تداركه أو حتى وقوعه في خطأ أدى إلى ذلك الخلل، وسط تأكيدات من جانب زملاء للطيار تحدثوا ل"الحياة" عن كفاءته وتاريخه المشرف في سلاح الجو المصري. ونفى وزير الطيران المصري اللواء أحمد شفيق أن تكون الطائرة تأخرت عن الإقلاع بسبب مشكلات فنية. وشارك مئات من سلاح البحرية المصري ورجال الانقاذ والدفاع المدني في سحب أجزاء من حطام الطائرة وبقايا أشلاء الضحايا. وحتى ساعة متقدمة ليل أمس انتشل رجال الإنقاذ أشلاء نحو عشرين جثة، فيما استمرت جهود المحققين لكشف أبعاد الكارثة وأسبابها. وأفيد أن فريقاً من 20 محققاً من النيابة العامة المصرية و20 طبيباً شرعياً وصلوا إلى شرم الشيخ، فيما اوفدت فرنسا سكرتير الدولة للشؤون الخارجية رينو موزولييه إلى المنتجع المصري لمتابعة الأوضاع على الأرض والتحضير لوصول فريق التحقيق الفرنسي. وفي باريس، شكلت السلطات الفرنسية خلية أزمة لمساعدة أهالي الضحايا الذين كانوا ينتظرون منذ التاسعة صباحاً في مطار شارل ديغول وصول الطائرة المنكوبة من شرم الشيخ عبر القاهرة، قبل أن يبلغوا بالكارثة. وتولى أطباء نفسيون مساعدة أهالي الضحايا الذين زارهم رئيس الحكومة جان بيار رافاران يرافقه وزير النقل جيل دوروبيان.