دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى «عدم الاستعجال في إعلان أسباب سقوط الطائرة الروسية قبل انتهاء التحقيقات»، فيما أعلن مسؤول روسي زار موقع حطام الطائرة التي سقطت في سيناء أول من أمس أن الطائرة انشطرت في الفضاء. وبدأ محققون روس ومصريون وخبراء فرنسيون من شركة «ارباص» المنتجة للطائرة، تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين لطائرة «متروجيت» الروسية التي كانت في طريقها السبت من شرم الشيخ إلى سانت بطرسبرغ، حين سقطت في صحراء وسط سيناء بعد 23 دقيقة على إقلاعها، ما أدى إلى مقتل 220 روسياً و4 أوكرانيين. وزعم الفرع المصري لتنظيم «داعش» إسقاط الطائرة بصاروخ، لكن القاهرة وموسكو استبعدتا تلك الفرضية، إذ كانت الطائرة تحلّق على ارتفاع كبير قبل سقوطها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن رئيس لجنة الطيران الروسية فيكتور سوروشينكو قوله بعد فحص الحطام، إن «انشطار الطائرة حدث في الفضاء والشظايا منتشرة على منطقة واسعة». لكنه أضاف أن من السابق لأوانه الحديث عن نتائج تتعلق بالحادث. وخلال ندوة للجيش أمس قال السيسي: «في مثل هذه الحالات مهم جداً أن يُترك الأمر (للتحقيقات) ولا يتم الحديث عن الأسباب، لأن التحقيقات تأخذ وقتاً طويلاً جداً (وتتضمن) مسائل معقدة وتحتاج تقنيات متقدمة جداً، وتحقيقات موسعة يمكن أن تستمر شهوراً». وأضاف أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن «مصر ترحب بأي تعاون في هذا المجال... وهي المعنية بالتحقيق، ولكن لا نمانع في أن نتعاون مع جهات مختلفة من أجل استجلاء الحقيقة. الأمر يتطلب الوقوف على الأسباب الحقيقية لسقوط الطائرة». وزار وفد من المسؤولين الروس مكان سقوط الطائرة، وتفقد حطامها، وسُمح له بالإطلاع على البيانات التي في عهدة السلطات المصرية. وتناثرت أجزاء من محركات الطائرة، وعكف خبيران روسيان على فحص جزء من قمرة القيادة البيضاء، فيما كان رجلا أمن روسيان بزي عسكري في المكان الذي أصدر الجيش أوامر للصحافيين بعدم الاقتراب منه. وكالة «رويترز» نقلت عن الناطق باسم لجنة التحقيقات الروسية فلاديمير ماركين أن المحققين الروس «سيدرسون كل الاحتمالات وراء سقوط الطائرة». و «حصلوا على الوثائق الفنية الخاصة بالطائرة منذ بدء تشغيلها واستجوبوا الموظفين المسؤولين عن صيانة طائرات الشركة إلى جانب أفراد الطاقم الذي عمل في رحلة أخيرة للشركة». ووسعت السلطات المصرية دائرة البحث في محيط حطام الطائرة إلى 8 كيلومترات، بعد انتشال 187 جثة وأشلاء.