أعلن الجيش المصري أمس الجمعة العثور على اولى قطع من حطام الطائرة المصرية التي سقطت في البحر المتوسط على بعد 290 كم شمال الاسكندرية. وأكد وزير الدفاع اليوناني أن الجيش المصري عثر على أشلاء بشرية ومقاعد وحقائب بين الحطام. وقال الجيش في بيان: «تمكنت الطائرات والقطع البحرية المصرية من العثور على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب وكذا أجزاء من حطام الطائرة». بينما صرح وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أن السلطات المصرية عثرت على جزء من جثة ومقعد وأمتعة خلال عملية البحث عن حطام الطائرة التي سقطت في البحر المتوسط. وقال للصحفيين في أثينا: «أبلغتنا السلطات المصرية قبل قليل بالعثور على جزء من جثة ومقعد وأمتعة إلى الجنوب مباشرة من الموقع الذي فقد فيه الاتصال بالطائرة»، وأبان انه ليس بوسع اليونان التكهن بسبب تحطم الطائرة المصرية. وأكد مجددا أن أجهزة الرادار اليونانية سجلت انحرافات حادة فيما هوت من مستوى التحليق إلى ارتفاع 15 ألف قدم قبل أن تختفي من على شاشات الرادار. وتدرس السلطات المصرية فرضية تعرض الطائرة لهجوم ارهابي، اذ لم يصدر طاقمها اي نداء استغاثة قبل تحطمها المفاجئ، وفيما كانت الظروف الجوية ممتازة. غير ان وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت اعلن الجمعة لشبكة «فرانس 2» «اننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا اي فرضية مرجحة، لاننا لا نملك اي مؤشر على الاطلاق حول اسباب تحطم الطائرة، وقال انه سيستقبل في مقر وزارة الخارجية السبت عائلات الركاب «لإعطاء اقصى ما يمكن من معلومات بشفافية تامة». وقال آيرولت «ان فرنسا تشارك مع مصر واليونان ودول اخرى، وبات هناك طائرة في الموقع، وستتبعها طائرة اخرى وسفن». السيسي يقدم تعازيهمن جانبه قدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الجمعة تعازيه لأسر ضحايا طائرة شركة مصر للطيران المنكوبة. وجاء في بيان أصدرته الرئاسة أنها تنعي «ببالغ الحزن وعميق الأسى ضحايا طائرة مصر للطيران الذين لقوا حتفهم إثر تحطم الطائرة في البحر المتوسط في طريق عودتها إلى القاهرة قادمة من باريس». وأعلن الجيش المصري قبل قليل من صدور بيان التعازي الرئاسي العثور على أجزاء من حطام الطائرة وبعض متعلقات الركاب. وتلقى الرئيس السيسي اتصالا دعما من ايطاليا، كما أعرب رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسبيراس عن تعازيه ودعمه للرئيس المصري خلال اتصال هاتفي بينها، حسبما ذكر مكتب تسيبراس في بيان. صور الأقمار الصناعيةإلى ذلك، قال مسؤولون من عدة أجهزة أمريكية إن مراجعة أمريكية لصور التقطتها أقمار صناعية، لم تُظهر حتى الآن أي مؤشرات على حدوث أي انفجار على متن الطائرة، وقالوا إن هذه النتيجة جاءت في أعقاب فحص أولي للصور وحذروا من تقارير لوسائل إعلام تلمح إلى أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن تحطم الطائرة حدث بسبب قنبلة. ويرى الخبراء في عدم اصدار طاقم الطائرة نداء استغاثة قبل تحطمها، مؤشرا الى تعرضها لحادث مفاجئ. ويبدو احتمال وقوع انفجار داخلها ممكنا، مثلما حصل لطائرة السياح الروس التي تعرضت لاعتداء بالقنبلة في 31 تشرين اكتوبر بعد اقلاعها من شرم الشيخ بجنوب شرق مصر متوجهة الى موسكو. وتبنى تنظيم القاعدة ذلك الاعتداء الذي ادى الى مقتل 224 شخصا كانواعلى متنها، مشيرة الى انه نفذ بواسطة قنبلة صغيرة ادخلت الى الطائرة. ولم يتسن للطيار اصدار اي اشارة استغاثة، كما حصل للطائرة التي تحطمت فجر الخميس. ومع توخيه الحذر الشديد وتأكيده عدم استبعاد اي فرضية لتفسير سقوط الطائرة، قال وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي الخميس ان الظروف المحيطة بتحطم الطائرة «توحي بان فرضية هجوم ارهابي، قد تبدو الاحتمال الارجح او الاحتمال المرجح، مضيفا: «لكنني لا اريد القيام باستنتاجات متسرعة». وصول محققين فرنسيينووصل اربعة محققين فرنسيين هم ثلاثة عناصر من مكتب التحقيق والتحليل ومستشار فني من شركة ايرباص، الى مصر للمشاركة في التحقيق حول اسباب الحادث. وأوضحت المستشارة الصحافية لدى السفارة الفرنسية في القاهرة لوكالة فرانس برس ان المحققين الاربعة سيلتقون بعيد الظهر نظراءهم من الطيران المدني المصري، للمساعدة على تنظيم عمليات البحث. ومن المقرر ان يباشروا الجزء الاساسي من مهامهم بعد العثور على اولى قطع الحطام، ولا سيما الصندوقين الاسودين. كما فتحت النيابة العامة في باريس تحقيقا، اذ ان الرحلة اقلعت من فرنسا وكانت تنقل فرنسيين. اف.بي.آي يستبعد العمل الإرهابيوفي السياق استبعد جيم كومي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي فرضية العمل الارهابي للطائرة المصرية. وقال إنه سيجري التحقيق في ملابسات الحادث حين تتوفر المعلومات الكافية التي يتم تبادلها مع مصر وفرنسا. وقال كومي: «ليس لدينا أي أدلة أو معلومات تؤكد فرضية العمل الارهابي، لكن مكتب التحقيقات الفدرالي سيعمل مع شركائه لإيجاد تفسير لما حدث للطائرة». وأضاف: لا يمكننا التكهن بما حدث، لكن أخبركم أنه في مثل هذه الحوادث يتم التعامل بحذر مع كل معلومة نحصل عليها من شركائنا في فرنساوباريس، والتحقيق فيها لن يكون سهلاً وسيأخذ الكثير من الوقت. وكان وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس أعلن ان الطائرة قامت بانعطافة 90 درجة الى اليسار ثم 360 درجة الى اليمين اثناء هبوطها من ارتفاع 37 الف قدم الى 15 الف قدم قبل ان تختفي عن شاشات الرادار فيما كانت على ارتفاع عشرة آلاف قدم. وقد اختفت عن شاشات الرادار الساعة 00,29 ت غ وهي داخل المجال الجوي المصري، بحسب الطيران المدني اليوناني. ولم يكن الطيار افاد عن اي مشكلة في اخر اتصال له مع المراقبين الجويين اليونانيين قبل ذلك بعشرين دقيقة. وبحسب السلطات اليونانية، فإن الطائرة سقطت على مسافة 130 ميلا بحريا (حوالى 240 كلم) قبالة سواحل جزيرة كارباثوس. أهالي الضحايا يؤدون صلاة الغائب في مسجد بالقرب من مطار القاهرة