اعتبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان اعتقال القيادي في تنظيم "القاعدة" في العراق حسن غول قد يعزز اعتقاد الإدارة الأميركية بوجود علاقات بين "القاعدة" ونظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وذكر باول ان اعتقال غول "يدعم"، إذا تأكد، التصريحات التي أدلى بها في الخامس من شباط فبراير الماضي في الاممالمتحدة، خلال عرض "ملف اتهام" ضد النظام العراقي، عن "صلة مفترضة بين القاعدة وصدام حسين". وأضاف، بعد اجتماعه ليل الخميس مع الأمين العام الجديد لحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر: "أعلنا مرات مخاوفنا من وجود لتنظيم القاعدة في العراق". لكن الوزير الاميركي تحدث بحذر قائلاً: "لا أريد أن اضخم أو ابالغ في ما نعرفه"، موضحاً ان "المسألة ما زالت مفتوحة". وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز اعتبر الخميس ان اعتقال غول "مؤشر واضح يثبت ان هذا التنظيم القاعدة يقوي وجوده في العراق". وأضاف ان غول كان "موفداً شخصياً لخالد الشيخ محمد"، أحد أبرز قادة "القاعدة" المعتقلين. وتعتقد الولاياتالمتحدة أن الأخير بين مخططي هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001. واعتقل غول في 22 كانون الثاني يناير قرب الحدود الشمالية مع ايران حيث جاء، كما يبدو، لتحديد مواقع تمهيداً لتنظيم عمليات ل"القاعدة" في العراق فضلاً عن اقامة علاقات مع الاسلاميين المتطرفين. إلى ذلك، قتل مسلح عراقي وجرح آخر أمس في هجوم على حاجز لقوة الدفاع المدني قرب كركوك 255 كلم شمال بغداد. وقال اللواء أنور حما أمين قائد القوة في المدينة ان "ستة اشخاص كانوا في شاحنة صغيرة هاجموا حاجزاً لقوة الدفاع في سليمان بك 80 كلم جنوبكركوك. ورد عناصر القوة فقتلوا مهاجماً وجرحوا آخر". وهذا ثاني هجوم خلال يومين على نقطة تفتيش في المنطقة. وكان مسلحون أطلقوا الخميس قذيفة صاروخية على حاجز للدفاع المدني جنوبكركوك، وقتلوا فرداً من القوة واصابوا آخرين. وصرح قائد شرطة كركوك العميد شركو شاكر أن القوات الاميركية شاركت في ابطال مفعول سيارة مفخخة كانت على طريق رئيسي ترتاده القوافل الاميركية وشاحنات محملة نفطاً. وذكر ان الشرطة العراقية اكتشفت في ساعة متقدمة ليل الخميس عربة تحمل عشرة كيلوغرامات من المتفجرات متوقفة عند جسر قريب من بلدة الحويجة جنوب غربي كركوك. وأثارت العربة ريبة الشرطة فاستدعت قوة أميركية وفريقاً من خبراء إبطال المتفجرات للتعامل معها. وأضاف ان أربعة مشتبهاً فيهم اعتقلوا. على صعيد آخر، أفادت سلطات "التحالف" في بيان صدر في بغداد أمس ان الولاياتالمتحدة التي تدرب الجيش العراقي الجديد ستخصص 140 مليون دولار لترميم قواعد ومعسكرات هذه القوات المسلحة الجديدة التي تشكلت اثر سقوط نظام صدام. وأوضح البيان ان الاشغال بدأت في قواعد في التاجي 30 كلم شمال بغداد وقرب الموصل شمال وأم قصر في الجنوب. وتشمل العملية ترميم المباني وتحسين المنشآت الطبية وإعادة تشييد البنى التحتية في محيط المعسكرات. وأعلن الجنرال بول ايتن المكلف برنامج تدريب الجيش ان "الهدف هو منح القوات المسلحة العراقية المنشآت الضرورية للدفاع عن البلاد". وقال: "نعلم ان مساعدة العراقيين لايجاد عمل واقامة صناعات سيكون لها انعكاس مباشر على الأمن". ودربت حتى الآن ثلاثة أفواج للجيش العراقي، فيما يتوقع تدريب أربعين ألف رجل بحلول نهاية السنة. من جهة اخرى، تظاهر حوالى 700 شخص في الخالدية أمس مطالبين القوات الاميركية برفع حظر التجول المفروض على البلدة ووقف عمليات الدهم واطلاق الموقوفين. وسار المتظاهرن في شوارع البلدة الواقعة على مسافة 80 كلم غرب بغداد بعد انتهاء صلاة العصر في مسجد خالد بن الوليد حتى الموقع العسكري الاميركي من دون حصول مواجهات. واعتبر امام المسجد الشيخ عبدالرحمن ابراهيم ان سبب التظاهرة السلمية "انطلاق الاغاني عبر مكبرات الصوت والرقص واطلاق العيارات النارية طوال الليل".