قتل عشرة أشخاص واصيب 15 بجروح في انفجار شاحنة مفخخة صباح أمس في جنوب غربي بغداد، فيما جرح اربعة أشخاص في اطلاق نار على متظاهرين مؤيدين لصدام حسين في الموصل. في غضون ذلك كثفت القوات الاميركية عمليات التفتيش وشنت عملية واسعة النطاق في سامراء بحثاً عن مطلوبين. قتل عشرة اشخاص واصيب 15 بجروح، بينهم شرطي، في انفجار شاحنة مفخخة صباح أمس في حي جنوب غربي بغداد واشتعلت النار في عدد من السيارات، فيما انتشر الحطام في مساحة كبيرة. وكانت حصيلة اولية من مصدر في الشرطة اعلنت مقتل 16 شخصاً واصابة حوالى عشرة في انفجار الشاحنة عند تقاطع طرق يشهد حركة سير كثيفة في حي سكني في منطقة البياع غرب بغداد. وأوضح المسؤول ان العناصر الاولية للتحقيق اكدت وجود شخصين على متن الشاحنة المفخخة. وقال: "لم يتمكنا من السيطرة على الشاحنة عند مفترق الطرق فانفجرت لدى اصطدامها بسيارة عادية". ووصف مدير شرطة بغداد العميد صباح فهد التفجير بأنه "عمل ارهابي اذ لا يوجد اي هدف عسكري في المنطقة"، مؤكداً أنه "كان يستهدف مدنيين". واضاف ان "الشاحنة لم تكن تنقل وقوداً بل كانت محشوة بالمتفجرات" وفجرت عمداً. وأوضحت الشرطة ان هذا الشارع العريض يشهد حركة سير كثيفة حتى في تلك الساعة المبكرة السادسة صباحاً اذ يؤدي الى احياء البياع والعامل والمنصور. ويروي رائد هادي، الذي اصيب بشظايا في ذراعه وساقه ونقل الى مستشفى اليرموك: "كنت واقفاً عند محطة للباصات انتظر وصول باص النقل الصغير حين عبرت شاحنة مسرعة. وعندما وصلت عند الاشارة الحمراء في وسط تقاطع الطرق، انفجرت وأصبح كل شيء اسود". وتناثر الحطام، في دائرة قطرها 500 متر، من هياكل سيارات متفحمة بينها باص صغير وشاحنة صغيرة، فيما تمتد على الأرض اسلاك هاتف مقطوعة. اما الشاحنة، فلم يبق منها سوى المقدم والمحرك، وقذفتها قوة الانفجار الى مسافة مئة متر. وكان مدحت غانم ينتظر باكراً، مثل رائد، وصول الباص ليقله الى عمله. وقال: "كنت على مسافة 15 متراً من موقع الانفجار حين اندفعت شاحنة الى وسط تقاطع الطرق، ثم وقع الانفجار فانقطع التيار الكهربائي واشتعل بعض السيارات". وأكد مدحت عباس انه لا يمكنه فهم ما حصل. وقال: "ليس هناك شيء في القطاع، لا موقع اميركياً ولا مركز شرطة". سئل عما اذا كان شاهد قافلة اميركية، فأجاب "لا، اطلاقاً". وأكد بائع الخضار حيدر خطاب، وهو من سكان الحي وكان خارجاً من منزله عند وقوع الانفجار، انه شاهد "قافلة اميركية تعبر". وقال ان "الشاحنة الصهريج كانت تتعقبها مسرعة عند تقاطع الطرق حين صدمت سيارة بيضاء تحاول العبور". ولا يذكر الجريح اي حادث اصطدام. وقال: "لا، لم اشاهد شيئاً"، مشيراً الى ان اقرب مركز شرطة يقع في حي العامل على مسافة بضعة كيلومترات من موقع الانفجار. الى ذلك، قتل عراقي وأصيب اثنان آخران في انفجار عبوة كانت تستهدف دورية للجيش الاميركي أمس في العاصمة العراقية. وقال ناطق عسكري اميركي "استهدفت دورية اميركية بعبوة متفجرة من صنع يدوي فقتل عراقي وجرح اثنان آخران"، مضيفاً ان "العبوة لم تصب الدورية واصابت العراقيين". ولم يوضح المكان المحدد للانفجار. وفي كركوك 255 كلم شمال شرقي بغداد انفجرت عبوتان ناسفتان لدى مرور دورية للقوات الاميركية ما اسفر عن اصابة عدد من الجنود الاميركيين. واكد النقيب اركان حمد لطيف مدير شرطة ناحية الرشاد جنوبكركوك "ان التفجير استهدف دورية أميركية قرب الحميرة 20 كلم جنوبكركوك والحق اضراراً بالغة بعربة هامر وادى الى اصابة عناصرها اذ شوهدت آثار الدماء بوضوح على الارض". واوضح النقيب، الذي تقيم شرطته حاجز تفتيش قرب موقع الانفجار "ان الانفجار الثاني وقع على بعد خمسة امتار من الانفجار الاول وبعد ثوان قليلة". إلى ذلك، قال الضابط في الشرطة العراقية في الموصل بكر صديق محمد ان اطلاق النار على تظاهرة مؤيدة لصدام حسين في الموصل أمس اسفر عن وقوع اربعة جرحى على الاقل. وسار طلاب لليوم الثاني على التوالي في شوارع المدينة رافعين صوراً لصدام حسين وهاتفين "العيب العيب للخونة". واضاف الضابط انه لدى وصول الطلاب الى موقع لحرس المنشآت، اطلق النار في اتجاههم فسقط اربعة جرحى. وتحولت التظاهرة الى اعمال شغب وهاجم طلاب مقر الحزب التركماني في المدينة كما رشقوا الحجارة واضرموا النيران في سيارة لأحد أعضائه. وتدخلت قوة من الجنود الاميركيين لتفريق المتظاهرين مستخدمة الهراوات في حين اطلق عناصر من الشرطة العراقية النار في الهواء. وتجمع حوالى ألف متظاهر امام مبنى المحافظة في منطقة باب الطوب وسط الموصل وهم يحملون اعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها "بعثية بعثية ولا نقبل العار" و"نعم نعم للقائد صدام" و"ما نتنازل عن اثنين: العراق وصدام حسين" و"بوش بوش اسمع زين كلنا نحب صدام حسين" و"نموت نموت ويحيا الوطن" و"فلتسقط اميركا" و"مجلس الحكم يا جبان يا عميل الاميركان". وقال معمر فارس نوفل 22 عاماً وهو طالب جامعة ان "صدام هو رئيسنا وسيبقى كذلك على رغم اعتقاله". واضاف "نحن هنا للتنديد بعملية اعتقاله المذلة لأنه كان قائداً مقدراً من قبل شعبه". ومن جانبه، قال يحيى شعيب 30 عاماً: "نحن متأكدون من انه كان مخدراً لحظة اعتقاله ولم يستسلم كما يدعي الأميركان من أجل التأثير في صورته". واضاف: "نحن هنا لشجب عملية اعتقاله واحتلال العراق. ونطالب بخروج القوات الاميركية من العراق". وقال عبدالرحمن محمد بدر 43 عاماً ان "صدام سيبقى رئيسنا وقائدنا للابد ولن نتنازل عنه ولا عن العراق". وفي تكريت، قررت ادارة الجامعة اغلاقها مدة ثلاثة ايام اعتباراً من أمس بهدف منع التجمعات والتظاهرات المؤيدة لصدام. تظاهرات موالية لصدام واندلعت تظاهرات في مدن عدة في وسط العراق وشماله موالية للرئيس المخلوع غداة الاعلان عن اعتقاله. وحصلت اعمال شغب خلال هذه التظاهرات، خصوصا في الفلوجة والرمادي وبعقوبة وكذلك في منطقة الاعظمية في بغداد حيث تمت مهاجمة مقر الشرطة. في غضون ذلك، كثفت القوات الاميركية عمليات التفتيش في تكريت وسامراء. وأعلن الجيش الاميركي ان قوات مدعومة بآليات مدرعة ومروحيات هجومية اعتقلت أمس ثمانية اشخاص يجري البحث عنهم في عملية واسعة النطاق في مدينة سامراء التي تبعد 120 كيلومتراً شمال غربي بغداد. واضاف الجيش ان الجنود الاميركيين قاموا بعمليات مداهمة بحثاً عن 29 شخصاً متورطين في الهجمات على قوات التحالف وتمكنوا من اعتقال ثمانية منهم. وسمعت عيارات نارية خلال العملية لكن مصدرها لم يعرف. وقال الجيش في بيان نشر بعد ساعات من بدء عمليات المداهمة ليل الثلثاء - الاربعاء ان "الفرقة الرابعة للمشاة وقوة الحصان الحديد ايرون هورس شنت عملية عاصفة اللبلاب". وحاصر لواءان البلدة وعزلاها عن العالم الخارجي، في حين قام جنود من لواء ثالث بالتفتيش من بيت الى بيت. وفتشوا كذلك المتاجر والساحات في القطاع الصناعي بالبلدة. واستخدموا أحياناً المطارق وعبوات ناسفة لفتح أبواب منازل أو متاجر. واوضح البيان الذي صدر في مقر القيادة العامة للفرقة الرابعة في تكريت 180 كلم شمال غربي بغداد ان العملية "شاملة ومنسقة وهجومية" وتهدف الى "عزل وسحق عناصر النظام السابق وغيرها من الخلايا المعادية للتحالف التي ما زالت تحاول زعزعة استقرار العراق وترهيب المواطنين العراقيين الابرياء الذين يفضلون الحرية على الطغيان". وتهدف العملية التي تأتي بعد اعتقال صدام حسين السبت ويفترض ان تستمر بضعة أيام، الى "حرمان العناصر المعادية للتحالف من حرية الحركة ومنعهم من الاتصال بينهم وتنظيم نشاطاتهم". وتابع البيان ان القوات المشاركة في العملية ستتحرك "بسرعة وبطريقة حاسمة ضد الذين يتجاوزون القانون ويرتبكون جرائم ضد قوات التحالف ورفاقها العراقيين". واوضح ان افرادا من قوة الدفاع المدني شبه العسكرية، التي قام الاميركيون بتدريب عناصرها، يشاركون في العملية. وأكد ان القوات الاميركية ستقوم ايضاً خلال هذه العملية "بتحديد الاحتياجات الأولية للبنية التحتية وتمويل مشاريع لتحسين نوعة الحياة وتشجيع النمو الاقتصادي". وقال الكولونيل نات ماسامان، قائد اللواء الاول في الفرقة الثامنة مشاة "سيكون هناك استعراض للقوة من الآن فصاعداً". وكان الجيش الاميركي اعلن الثلثاء انه "صد كميناً مهماً" في مدينة سامراء. وقال انه قتل 11 مهاجماً في مواجهات. لكن مصادر في المستشفيات والشرطة المحلية قالت ان شخصاً واحداً هو عامل قتل في تبادل اطلاق النار. مقتل عراقي واصابة اثنين في انفجار عبوة في بغداد من جهة اخرى، قتل عراقي وأصيب اثنان آخران في انفجار عبوة كانت تستهدف دورية للجيش الاميركي أمس في العاصمة العراقية. وقال ناطق عسكري اميركي "استهدفت دورية اميركية بعبوة متفجرة من صنع يدوي فقتل عراقي وجرح اثنان آخران"، مضيفاً ان "العبوة لم تصب الدورية واصابت العراقيين". ولم يوضح المكان المحدد للانفجار.