قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس ان اسلحة الدمار الشامل التي حصل عليها النظام العراقي السابق وفشل المفتشون في العثور عليها مخبأة بعناية وانه واثق من إمكان العثور عليها. وقال زيباري في مؤتمر صحافي في العاصمة البلغارية صوفيا "لدي اعتقاد قوي بأن بعض هذه الاسلحة يمكن العثور عليه ونحن ماضون قدما. لقد أخفيت في مناطق معينة ونظام الاخفاء كان معقداً جداً". وساقت الولاياتالمتحدة وبريطانيا اسلحة الدمار الشامل العراقية لتشن حربا على العراق، لكن لم يعثر على اي اسلحة محظورة بالرغم من عمليات البحث والتفتيش المكثفة. وقال الرئيس المستقيل لفريق البحث الاميركي ديفيد كاي "كلنا تقريبا كنا على خطأ" في هذه القضية، واضاف: "من غير المرجح وجود مخزون منشور من الاسلحة الكيماوية والبيولوجية" في العراق. لكن زيباري الذي يزور بلغاريا قال: "نحن كعراقيين شهدنا صدام وهو يطور ويصنع ويستخدم اسلحة الدمار الشامل هذه ضدنا. وهو لم ينكر هذا"، في اشارة الى استخدام القوات العراقية تحت حكم صدام الاسلحة الكيماوية ضد قرى كردية أواخر الثمانينات. وقال كاي خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ الاميركي "تبين بنظري اننا اخطأنا جميعا على الارجح. وهذا مبعث قلق كبير"، لكنه اعتبر ان اجهزة الاستخبارات لم تتعرض لضغوط سياسية ترغمها على تعديل تقاريرها، مشيرا الى ان اسباب الاخطاء التي ارتكبتها في تحاليلها للوضع أعمق بكثير. ورأى كاي الذي استقال من منصبه رسميا لاسباب شخصية وعائلية ان مجموعة التفتيش في العراق يجب ان تواصل عملها، مشيرا الى احتمال وصفه بأنه "نظري" بالعثور على اسلحة محظورة. واعتبر انه مهما كانت نتائج التفتيش، فسيظل هناك "غموض يتعذر تبديده" بشأن احتمال وجود هذه الاسلحة. وقال: "اعتقد اننا بذلنا حتى الان جهودا كافية حول هذا الملف لنستنتج انه من غير المحتمل ان يكون العراق امتلك مخزونا كبيرا من الاسلحة الكيماوية الجاهزة للاستخدام". في هذا الوقت، اعرب البيت الابيض عن حذره حيال امكان فتح تحقيق مستقل لمعرفة سبب فشل اجهزة الاستخبارات الاميركية في مجال اسلحة الدمار الشامل العراقية. وقال الناطق باسمه سكوت ماكليلان ان "مهمة فريق المفتشين في العراق هي البحث عن الحقيقة. وهو يواصل عمله. قدم الفريق تقريرا مرحليا .... المهم هو ترك فريق المفتشين ينهي عمله ويجمع العناصر التي يعثر عليها. وبعد ذلك، يمكننا العودة الى الوراء ومقارنة ما كنا نعرفه قبل الحرب مع ما حصلنا عليه منذ ذلك الوقت". وشككت اليابان في مصداقية تصريحات كاي، معتبرة انه ليست هناك "اي ضمانة" بأن العراق لا يملك مثل هذه الاسلحة. وقال الناطق باسم الحكومة اليابانية ياسوو فوكودا "حتى لو كان كاي في الماضي مسؤولا عن الملف، فهو لم يعد اليوم كذلك ولسنا ملزمين بتصديق كل ما يقوله".