يُشبهني أم تراني أشبهه؟ دائم التطوّر، أفكاره ثورية، مشبع بالألوان ومولع بالأشكال والصور. هو مثلي متمرد بامتياز على كل ما سبق ومملوء بالمفاجآت. كيف لا يشبهني ونحن من الجيل ذاته! ورثت منذ صغري انتماء الى جيل عُرف بجيل الحرب الذي تفتّحت عيناه على ضوء القنابل ونشأ مسؤولاً عن دمار لم يخلّفه. غير أن انتمائي الطبيعي اليوم أبعد بكثير من ساحة معركة ومن جرّافة إعادة إعمار. إنتمائي اليوم هو الى كيان غير مرئي تنساب إليه من دون وعي مخيّلتي وأفكاري لتتفوّق على نفسها وتحقّق رؤياها. فأنا من جيل كل الذين فوّتوه أُميّون وقضيته معرفة تتجاوز حدود الأرض. أنا من جيل مسكنه آلة أعجب بكثير من صندوق العجائب ومكتبته شاشة لا تنطفئ أضواؤها وهواياته تحركها مفاتيح! أنا من جيل لا شيء يختصره! أبناء جيلي كلهم مثلي، أخوة كومبيوتر ماكنتوش!