لم تمر على انظار مدرب مانشستر يونايتد اليكس فيرغوسون عناوين صحف تنبئ بأنه مهدد بالاقالة من منصبه الا قبل نحو 14 سنة حين كانت نتائج الفريق تبعث على القلق، ولكن بعد نجاح حقبة في تاريخ النادي والدوري الانكليزي عاودت هذه العناوين الى البروز ولكن بسبب خلافات شخصية لا علاقة لها بنتائج الفريق. واذ يتوقع ان يمدد فيرغوسون عقده عامين اضافيين مع الفريق في الايام التالية وبزيادة كبيرة في اجره، الا ان مالك غالبية اسهم النادي الايرلندي جون ماغنر يقف عقبة في طريق انجازه بعدما توعد اعضاء الادارة في حال الاصرار على تمديد عقد فيرغوسون بالدعوة الى اجتماع عام طارئ يسحب فيه الثقة منهم، ما يجسد حربه المفتوحة على فيرغوسون بسبب الخلاف الذي نشب على حصة امتلاك حصان الاستيلاد "روك اوف جيبرالتار" والذي كان اهدى ماغنر نسبة 25 في المئة من ملكيته الى فيرغوسون الذي يعشق الخيول تقديراً لمساهمته في ادخاله في مجلس ادارة الفريق. وكان فيرغوسون طالب عقب ارتفاع ثمن الحصان الى نحو 420 مليون دولار بالحصول على نصف هذه القيمة، في حين وافق ماغنر على منحه مبلغ 10 ملايين جنيه فقط. ورفع فيرغوسون بالتالي دعوى قضائية رد عليها ماغنر وشريكه بي جي مكمناس بالاستعانة بخدمات فريق تحرٍ خاص كي يدقق في اساليب تولي فيرغوسون مسؤولياته في النادي حيث اكتشف انه دفع اموالاً طائلة كعمولة لوكلاء اللاعبين ومن بينهم ابنه جايسون، علماً ان صفقة ضم الارجنتيني خوان سيباستيان فيرون من لاتسيو الايطالي في مقابل نحو 42 مليون دولار اثارت التساؤل الاكبر حجماً، خصوصاً ان تسديد المبلغ كاملاً تزامن مع مطالبة لاتسيو بمبلغ 20 مليون دولار كمستحقات متأخرة من صفقة بيع الهولندي ياب ستام. وشملت التساؤلات ايضاً موضوع اقصاء وكلاء البرازيلي كليبرسون والفرنسي ديفيد بيليون والحارس الاميركي تيم هاورد من اي مفاوضات وحصرها بوكيلي الفريق جيسون والاسرائيلي بيني زهافي، في حين لم تتبين اسباب تضخيم مبلغ صفقة ضم البرتغالي كريستيانو رونالدو الصيف الماضي ومقداره 20 مليون دولار، خصوصاً ان ناديه السابق سبورتنغ لشبونة كان وافق على قيمة تتراوح بين 8 و10 ملايين دولار تضمنتها عروض فرق اوروبية عدة. وأكد الناطق الرسمي باسم ماغنر ان اللاعبين الجدد يتمنون اللعب لفريق مانشستر، ما يلغي الحاجة الى سمسار يتولى مهمة اقناعهم بالدفاع عن الوانه، ويقتطع مبالغ ضخمة من اموال النادي... "ولا يخفى ان المهاجم الفرنسي لويس ساها اختلف مع ناديه حين علم انه رفض عرضاً له من مانشستر يونايتد، فلماذا دفعنا مئات الالوف لسمسار حتى يقنع آخرين بالانضمام الى صفوفنا، ما هو دور فيرغسون في هذه الصفقات؟". ويترقب المتابعون وضع ماغنر كل ثقله لاطاحة فيرغسون وعدم توقفه عند اي حاجز يعترض مهمته، في حين يراهن المدرب الاسكتلندي على شعبيته بين انصار النادي وبين اعضاء الادارة ومالكي الاسهم، والذين يرون فيه العمود الفقري للنادي بإعتبار ان رحيله سيؤدي الى مأساة ليس فقط في نتائج الفريق بل في ارباح مالكي الاسهم ايضاً، ولكن القرار النهائي قد يعود الى ماغنر ومكمانس اللذين يملكان معاً نسبة 25,49 في المئة من اسهم النادي.