استطاعت مركبة الفضاء الاوروبية "مارس اكسبرس" ان تسجل سبقاً علمياً تاريخياً للاتحاد الاوروبي على الولاياتالمتحدة عندما قدمت اول برهان على وجود ماء على سطح المريخ. وفيما صمت الروبوت الاميركي "سبيريت" صمتاً ثقيلاً، منذ الاربعاء الماضي، فإن كاميراشت المسح على متن المركبة الاوروبية نقلت صور أودية وأقنية ضخمة تؤشر الى انتقال كميات مذهلة من الماء، في الماضي السحيق، من القطب الجنوبي في المريخ باتجاه شماله. والاهم ان قياس ارتدادات الاشعة والضوء من ثلوج القطب الجنوبي، برهن انه يحتوي على ماء متجمد. وقبلاً، كانت صور ثلج المريخ تثير خلافاً علمياً، لأن بعض العلماء شكّك في انها تجمعات متجمدة لغاز الكاربون الذي يشبه الثلج المتجمد على بعض الكويكبات والمذنبات الفضائية. لكن "مارس اكسبرس" قطعت الشك باليقين واثبتت انه ماء. وبيَّن العالم جان بيار ببيرينغ، من مركز "وكالة الفضاء الاوروبية" في "دارمشتاد" ان كاميرات تعمل بالاشعة تحت الحمراء على متن "مارس اكسبرس"، التقطت صوراً لابخرة الماء وهي تتصاعد من ثلوج القطب على المريخ. والتقط العالم الاوروبي آلن موورهاوس الخيط ليطرح السؤال القديم - الجديد عن احتمال وجود حياة في ماضي الزمان على الكوكب الاحمر؟ وبدا المشهد المريخي على عكس ما كانه في الرابع من الشهر الجاري، عندما نجح الروبوت الاميركي "سبيريت" في الهبوط آمناً على سطحه ما اعتبر انتصاراً اميركياً بالمقارنة مع فشل الروبوت الاوروبي "بيغيل 2" في الهبوط الآمن عليه عشية عيد الميلاد الماضي. والمعلوم ان المركبة الاوروبية نجحت في الوصول ووضع نفسها في مدار ثابت حول الكوكب، قبل ان تطلق "بيغل 2" من بطنها باتجاه سطحه. وبعد فشل الروبوت الاوروبي، بقيت المركبة الأم تدور حول الكوكب الاحمر، وتمسحه بالكاميرات وادوات المسح، التي صممت لرصد الماء في اشكاله كافة. وجاء الاعلان بعد يومين من انجاز اوروبي آخر، تمثل في اعلان جامعة ساوثهامبتون البريطانية، ان نيزكاً مريخياً عثر عليه فريق فرنسي في المغرب العربي، يحمل آثاراً تدل الى وجود ماء في الماضي السحيق على سطح المريخ. انظر "الحياة" في 22/1/2004. وأرسلت المركبة صوراً بالغة الدقة تظهر قناة ضخمة في "وادي راووليس". وأعاد الأمر ما قاله الفلكي الايطالي الاصل تومباكو، الذي كان اول من اطلق تسمية "قناة" على الاخاديد التي شاهدها على سطح ذلك الكوكب. والمعلوم انه عمل مساعداً للاميركي بيرسفال لوويل الذي بنى اضخم تلسكوب في زمنه، وخصصه لرصد المريخ. وعلى رغم السبق الاوروبي، يحاول علماء "ناسا" بدأب استعادة الاتصال ب"سبيريت"، الذي يبدو انه تطابق مع معنى اسمه "الشبح" ويرنون الى الروبوت التوأم "اوبورتشينيتي" الذي بات قاب قوسين او ادنى من المريخ، ويتوقع وصوله اليه فجر الاحد المقبل. فهل يفلح في انقاذ "توأمه" ام يخبىء له المريخ مفاجأة اخرى؟