تكرَّر امس، فشل العلماء في التقاط اي اشارة من مسبار روبوت الفضاء "بيغل -2"، على رغم استخدامهم التلسكوب - الراديو البريطاني العملاق "لوفيل" القادر على سماع حتى الموجات الخافتة في اعماق الفضاء. وأثار الفشل المتكرر مشاعر متضاربة في اوساط "وكالة الفضاء الاوروبية"، التي اطلقته، اذ شدد البروفسور البريطاني كولن بيلنغر على تسجيل الرحلة كنجاح جزئي على الاقل، لأن المركبة الأم "مارس اكسبرس" نجحت في دخول مسار المريخ، بعدما قطعت مسافة 100 مليون كيلومتر، في ظل توجيه مستمر من الارض. ولاحظ بيلنغر، وهو المسؤول علمياً عن الروبوت، ان المركبة الأم اطلقت الروبوت - السيارة "بيغيل -2" بنجاح قبل يومين. وكان يفترض به ان يهبط على سطح الكوكب الاحمر في غضون سبعة دقائق ونصف دقيقة من انطلاقه، مخففاً من سرعته باستخدام مظلات ووسادات هوائية لامتصاص صدمة الارتطام. وشدد بيلنغر على وجود احتمالات اخرى، غير تحطم الروبوت. وبحسب رأيه، فلربما حط "بيغيل -2" ورأسه الى الأسفل، مما يمنع هوائياته من الاندفاع الى الخارج، لارسال الاشارات وهي عبارة عن مقاطع لفرقة الروك "بلر" البريطانية. ولم تلتقط تلك الاشارة المركبة الاميركية "مارس اوديسي" التي تدور منذ سنتين حول المريخ، كما كان مخططاً. وانتظر العلماء اكثر من ست عشرة ساعة، وهي المدة اللازمة للمركبة "مارس اكسبرس" لإتمام دورتها الاولى حول المريخ. ونجحت في الدوران، لكنها لم تتلق اي اشارة. وذكر بيلنغر ان محاولات الاتصال ستكرر، في فترات منتظمة. ويرى انه من المبكر اعتبار "بيغل -2" مفقوداً. ولا يزيد حجمه عن اطار سيارة ولا يتعدى وزنه 34 كيلوغراماً، وكلف حوالى 300 مليون دولار. وبدا العالم الالماني غيرهارد شويهم متشائماً. وأوضح ان الروبوت مملوء بالآلات المتقدمة التي اُعدت للبحث عن المياه، او اي اشكال من الحياة، على سطح المريخ. وكان لتلك المعلومات ان تشكل "قفزة كبرى" في علوم الفضاء. ولم يتحقق هذا الامر. ولا تكفي المعلومات التي سترسلها المركبة "مارس اكسبرس" في سد تلك الثغرة. ولو نجح "بيغيل -2"، لكان الخامس الذي يتمكن من الهبوط الآمن على المريخ. وفشل ثلثا المركبات ال 34 التي وُجِّهت الى المريخ، منذ عام 1960.