رد لبنان أمس رسمياً وحزبياً على التصريحات الاميركية التي دانت قصف "حزب الله" جرافة اسرائيلية اخترقت الحدود اللبنانية قبل أيام وقتل فيها جندي وجرح آخر. أكد "حزب الله"، "مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني لأرضنا مهما تصاعدت التهديدات الاميركية والصهيونية التي لن تثنينا عن التصدي للعدو بامكاناتنا المتاحة لمنعه من انتهاك ارضنا وسمائنا ومياهنا، او عن وقوفنا الى جانب شعبنا المجاهد في فلسطين في انتفاضته ومقاومته البطولية لاستعادة حقوقه كاملة". ورأى في بيان ان "الولاياتالمتحدة شريكة في الارهاب الاسرائيلي المنظم الذي يدمر منازل الفلسطينيين ويمارس سياسة القتل المتعمد للاطفال والنساء"، معتبراً "انها المسؤولة الاولى عن ممارسته نتيجة تماهيها الكامل مع سياسة آرييل شارون الاجرامية وتبنيها عدوانه الفاضح ضد الفلسطينيينواللبنانيين، وانها تتجاوز كل الاعراف الديبلوماسية والقوانين الدولية الى اطلاق التهديدات ضد الشعب الفلسطينيولبنان وسورية". وأضاف: "لقد بلغ الدعم الاميركي لكيان العدو حداً مكن حكومة شارون من شن حربها المفتوحة على الشعب الفلسطيني التي وصلت الى درجة الاعلان المسبق عن خطط الاغتيال المتعمد للشخصيات الفلسطينية وعلى رأسها الشيخ المجاهد أحمد ياسين مؤسس حركة "حماس" وهو رمز من الرموز الكبار للشعب الفلسطيني وللعرب والمسلمين". ودعا الى "وقفة عربية واسلامية تواجه الصلف الاميركي - الصهيوني بموقف حاسم يردع العدو عن غيه ويحمي الشعب الفلسطيني ويجعل العدو يفكر ملياً". واعتبر عضو شورى "حزب الله" الشيخ محمد يزبك ان "تصريح باتل يشكل تدخلاً سافراً ووقحاً في الشأن اللبناني"، مطالباً الدولة ب"استدعائه وتبليغه رسالة احتجاج على تصريحاته وتصريحات باول ووضع حد لهذه التدخلات الفاضحة والوقحة". وشدد نائب رئيس الحكومة عصام فارس لدى استقباله السفير الاميركي امس على "حق لبنان على ارضه وعلى احترام الخط الازرق الذي يمثل توجهاً دولياً يهدف الى ضبط الأمن والاستقرار". وأكد وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد "ان لبنان والمقاومة في حال دفاع عن النفس وفي حال رد على الانتهاكات الاسرائيلية اليومية، براً وجواً وبحراً، التي شكلت الاعتداء او التوغل". وقال: "هذا الامر لا يمكن ان يستمر صرف الانظار عنه بهذا الشكل اليومي بتحميل المسؤولية الى لبنان والمقاومة". ورأى ان "هناك اغلاقاً ما، يشبه الاغلاق لنظام المحاسبة في مجلس الامن الدولي. وكلما اقتربت الامور من محاسبة اسرائيل او معاقبتها يغلق باب مجلس الامن بواسطة ال"فيتو" الذي يرعى الاحتلال والعدوان الاسرائيليين". وأسف وزير الاعلام ميشال سماحة ل"وصف الولاياتالمتحدة دخول الجرافة الاسرائيلية الى الاراضي اللبنانية بتحريف حقيقي، بدأه باول واكمله السفير الاميركي". وشدد على "اننا لسنا دعاة تصعيد ولن نسمح بأن يعتدى علينا". واعتبر النائب اسامة سعد ان نعت باتل المقاومة ب"الارهاب" هو "وقاحة وخروج عن أدبيات العمل الديبلوماسي واستفزاز لمشاعر اللبنانيين". وقال: "لعل أخطر ما في تصريحات باتل انها جاءت بعد زيارته رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري ما يدعونا مجدداً الى تحذير بعض من في السلطة ممن يمارسون لغة الخطاب المزدوج فيضمرون للمقاومة عكس ما يعلنون". وانتقد السيد محمد حسين فضل الله "المباركة الأميركية للعدوان الاسرائيلي على لبنان واعتبار قصف المقاومة بعض وسائل العدوان ارهاباً تماماً كما لو كان اللبنانيون لا يملكون حقاً في الدفاع عن انفسهم ضدّها". واستغرب تصريحات باول وباتل وقال: "على رغم اعتراف اسرائيل باختراقها الخط الأزرق، فإن السفير الاميركي لا يعترف حتى بما اعترفت به اسرائيل". ودان حزب "الوطنيين الأحرار" برئاسة دوري شمعون "الاعتداء الاسرائيلي على السيادة اللبنانية"، داعياً الى "احترام الخط الازرق واستكمال ترسيمه". واعتبر ان على "السلطة اللبنانية احياء اتفاق الهدنة والتزامه وتحمل مسؤوليتها بتأمين سلامة الحدود بواسطة الجيش اللبناني".