سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تمسكت بتصريحاتها رغم العاصفة السياسية التي أثارها اللوبي المؤيد لاسرائيل عزل نائبة بريطانية من منصبها الحزبي لقولها : لو عانيت مثل الفلسطينيين لفكرت في ان أصبح انتحارية
عزل حزب الأحرار الديموقراطيين في بريطانيا امس النائب جيني تونغ من منصبها الحزبي بسبب تصريحات لها أثارت عاصفة سياسية وقالت فيها انها قد تفكر في ان تقوم بتفجيرات انتحارية اذا ما كانت فلسطينية. وقال تشارلز كنيدي زعيم الحزب في بيان يعلن فصل تونغ من منصبها كناطقة باسم الحزب لشؤون الطفل: "لا يمكن ان يكون هناك اي مبرر ولا تحت اي ظرف ... لازهاق ارواح الابرياء من خلال الارهاب". واضاف: "التصريحات التي ادلت بها اخيرا غير مقبولة اطلاقا". وكانت جماعات الضغط الموالية لاسرائيل في بريطانيا سارعت الى شجب تصريحات تونغ، وطالبت زعيم الحزب بالتدخل لحملها على سحب تصريحاتها. لكن تونغ أكدت في تصريحات أمس انها ليست نادمة على ما قالته خلال ندوة أقامها أصدقاء للشعب الفلسطيني في لندن مساء الأربعاء الماضي، موضحة ان حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال لا تطاق، مضيفة: "انني اعتقد، انني اذا ما اضطررت الى الحياة في ظل هذا الموقف الذي يواجهه الفلسطينيون... وأقول ذلك بشكل افتراضي، فإنني قد أفكر في ان أصبح انتحارية تقوم بتفجيرات". ورغم ذلك حاولت تونغ امس ان تقلل من حدة غضب اللوبي اليهودي، فقالت انها تتفهم ان تصريحاتها قد تكون أثارت قلق بعض الناس، لكنها أصرت مع ذلك على انها لا تقر العنف. وقالت في حديث مع هيئة الاذاعة البريطانية: "كنت أحاول فقط ان أقول انني يمكن ان أتفهم وأحاول ان أتفهم لماذا يقوم الانتحاريون بمثل هذه التفجيرات، وذلك لأنني لمست الإذلال والعنف والاستفزاز الذي يتعرض له الفلسطينيون يومياً وظلوا يعانون منه منذ احتلت اسرائيل أراضيهم". حملة ضد تونغ وفي اطار موجة الهجوم على تونغ، انبرت النائبة العمالية من الأصدقاء العماليين لاسرائيل لويز ايلمان بتوجيه الاتهام الى تونغ، معتبرة انها "توفر الضوء الأخضر للارهاب". وطالبت ايلمان وغيرها من المؤيدين لاسرائيل تونغ بأن تقدم اعتذاراً بعد تصريحاتها، خصوصاً في وقت "نسعى جميعاً فيه الى الدعوة الى اجراء مفاوضات سلمية لإنهاء هذا النزاع المأسوي في الشرق الأوسط". وتصدى في الوقت نفسه حزب المحافظين المعارض بالهجوم على تونغ، وقال مايكل انكيرم وزير خارجية حكومة الظل المحافظة ان تصريحات النائبة البريطانية "تصيب بالمرض هؤلاء الذين فقدوا أقارب أحباء لهم من خلال هذه الهجمات الانتحارية الفلسطينية". وحاول حزب الأحرار الديموقراطيين التقليل من أهمية تصريحات تونغ بإصدار بيان يوضح "انها لم تكن تتحدث بالنيابة عن حزب الأحرار الديموقراطيين، اذ ان الحزب لا يقر الارهاب تحت اي ظرف سواء كان ذلك من خلال العمليات الانتحارية الفلسطينية أو غيرها". وأبرزت الصحف البريطانية الموالية لاسرائيل امس تصريحات تونغ في صفحاتها الأولى، واتهمتها بأنها "جلبت العار" على بريطانيا بسبب "تعاطفها مع من يقومون بالعمليات الانتحارية"، كما كتبت صحيفة "دايلي اكسبريس". وانتقدت صحيفة "ذي صن" تونغ ايضاً، لكنها أوضحت ان النائبة البريطانية اصيبت بالصدمة لدى زيارتها الأراضي الفلسطينية المحتلة العام الماضي بسبب الأوضاع المزرية للفلسطينيين. وأشارت الى ان تونغ ذكرت ان الجنود الاسرائيليين يشعرون بالأمان داخل دباباتهم بينما يطلقون النار على المدنيين. وقالت ان الفلسطينيين لا يحملون سلاحاً وليس بوسعهم القتال بالأساليب التقليدية، ولهذا فإنهم يدفعون الى القيام بهذه الأعمال"، وأعادت تصريحات تونغ الى الأذهان ما كانت السيدة شيري بلير زوجة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعلنته منذ فترة بأن "الانتحاريين الفلسطينيين يشعرون بأنه ليس لديهم أي أمل سوى تفجير انفسهم". واضطرت شيري الى تقديم اعتذار على ما ذكرته بعد عاصفة هوجاء أثارها أصدقاء اسرائيل في بريطانيا. وتعتزم تونغ عدم ترشيح نفسها مجدداً خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة المتوقعة بعد عام أو عام ونصف العام. وفي الوقت نفسه، اشارت صحيفة "ذي دايلي تلغراف" الى ان تونغ قد تخسر منصبها كناطقة حالياً بلسان حزبها بالنسبة الى شؤون الأطفال بعد تصريحاتها الأخيرة. يذكر ان تونغ اتخذت مواقف ثابتة لتأييد الشعب الفلسطيني إزاء الأوضاع المتردية التي يعيشون في ظلها. وكانت اعلنت العام الماضي ان الأو ضاع في غزة تشبه الأحياء اليهودية المكتظة بالسكان والفقيرة في وارسو اثناء حكم النازي غيتو، وذلك في ظل أوضاع من التفرقة العنصرية. وكانت طالبت بفرض عقوبات على اسرائيل، وكررت هذه الدعوة في خطابها الأخير، موضحة ان اسرائيل لا تعالج أسباب "الارهاب".