قالت نائبتان بريطانيتان ان معاملة اسرائيل للفلسطينيين في قطاع غزة يمكن مقارنتها بإنشاء الحكم النازي في المانيا احياء اليهود المكتظة بالسكان غيتوز في وارسو عاصمة بولندا. وقالت النائبتان ادنا كينغ وجيني تونغ في مؤتمر صحافي في لندن امس عقب عودتهما من زيارة الى الاراضي الفلسطينية انه "لا ينبغي ان تتصرف اي حكومة في العالم على هذا النحو، خصوصاً اذا كانت حكومة يهودية". وقالت النائبة العمالية كينغ بدورها "ان ما يجري في غزة يشبه في طبيعته أحياء اليهود السيئة السمعة". اما النائبة تونغ، وهي عضو في حزب الديموقراطيين الاحرار، فقالت ان زيارتهما الى الاراضي الفلسطينية رتّبتها المنظمة الخيرية البريطانية "كريستيان آيد". ومن الجدير بالذكر ان النائبة كينغ هي من اصل يهودي وعضو المجلس اليهودي للمساواة بين الاجناس. واشارت في تصريحاتها الى انها تدرك "انني اعرف مدى الارهاب الذي يتعرض له عدد كبير من الاسرائيليين يومياً، ولكنني اكتشفت انني اكثر اندهاشاً من الارهاب اليومي الذي يعيش فيه الفلسطينيون، اذ لم اكن ادرك تفاصيل ذلك الارهاب ومداه". ودعت كينغ "الى ضرورة تشجيع الاصوات المعتدلة للذين يعارضون المتطرفين". لكنها قالت انه "ينبغي علينا ان نشدد على الاختلاف الكبير بين غزة وسكان الاحياء اليهودية في وارسو مثلاً اثناء حكم هتلر، اذ انه لا يتم اعتقال الفلسطينيين وايداعهم في غرف الغاز". ولكنها اضافت "ان ما يجعل الامرين متشابهين هو ما جرى لليهود خلال فترة الحرب العالمية الثانية عندما تم الاستيلاء على اراضيهم وعقاراتهم وإخراجهم منها كذلك التعذيب والاضطهاد البيروقراطي". وحذّرت النائبة العمالية ايضاً من مخاطر بناء اسرائيل سور يفصلها عن الاراضي الفلسطينية، واوضحت ان هذا العمل يعتبر بمثابة بناء "حاجز سياسي". واعربت النائبة كينغ عن "احساسها بالخزي لتصرفات الدولة اليهودية خصوصاً باعتباري يهودية وكنت اتمنى الا ارى ذلك مطلقاً". واكدت ان الموقف في الاراضي الفلسطينية تدهور الى حد كبير منذ آخر زيارة لها الى هناك في عام 1998. اما النائبة تونغ فقالت بدورها ان الناس في الاراضي الفلسطينية يعيشون في حالة حصار، وليس بوسعهم الدخول او الخروج منها. وليس بوسعهم ايضاً ممارسة حق العمل او بيع اي شيء. وقارنت تصرفات اسرائيل بسلوك النظام العنصري السابق في جنوب افريقيا. وطالبت تونغ بفرض عقوبات اقتصادية على اسرائيل ما لم يتحسّن الموقف في الاراضي الفلسطينية واقترحت ارسال قوات من الاتحاد الاوروبي الى الاراضي الفلسطينية. واوضحت ان اسرائيل تدّعي ان "كل ما تفعله يأتي بسبب الوضع الامني ولكنهم لا يعالجون اسباب الارهاب نفسها".