اعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن الامل في التمكن من اقناع كوريا الشمالية بالتخلي في شكل نهائي عن برنامجها للاسلحة النووية. وقال باول رداً على سؤال لاذاعة في اتلانتا مساء اول من امس: "نحن لا نسعى الى نزاع، نريد نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية كما يريد جيراننا وحلفاؤنا في المنطقة". واضاف: "اعتقد ان الكوريين الشماليين سيكونون افضل عندما يزيلون هذه القدرة في شكل دائم ونهائي". ويتزامن تصريحه مع اجتماع عقد في واشنطن امس، بحضور مسؤولين كبار في الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان، لمناقشة مسألة استئناف المحادثات المتعددة الاطراف في شأن الازمة النووية في كوريا الشمالية. ويريد المسؤولون في هذه الدول الثلاث والمجتمعون برعاية مساعد وزير الخارجية الاميركي المكلف شؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ جيمس كيلي تنسيق عملهم حيال نظام بيونغيانغ والتحضير لاستئناف المحادثات السداسية حول الازمة النووية الكورية الشمالية. وكانت الكوريتان والصين والولاياتالمتحدة واليابان وروسيا بدأت في بكين في آب اغسطس الماضي، محادثات تهدف الى اقناع بيونغيانغ بالتخلي عن طموحاتها النووية، لكنها لم تؤد الى اي نتيجة. ودعت واشنطنكوريا الشمالية الى استئناف المحادثات، الامر الذي قد يحصل الشهر المقبل. الى ذلك، ادلى الخبير الاميركي سيغفريد هيكر اثر عودته من زيارة الى كوريا الشمالية استغرقت اسبوعين، بشهادته امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ. وقال هذا الخبير الذي تمكن من زيارة مفاعل يونغبيون النووي، انه لم يعثر على دليل يؤكد امتلاك بيونغيانغ القنبلة النووية، الا انه اعلن ان الاخيرة قد تكون قادرة على صنعها. واضاف هيكر المدير السابق لمعمل لوس ألاموس النووي الاميركي ان المرجح ان كوريا الشمالية لا تستطيع سوى إنتاج البلوتونيوم وهو أحد المكونات الرئيسية للسلاح النووي. وبعد قضاء يوم في مفاعل يونغبيون، قال هيكر للكوريين الشماليين: "لا أستطيع إصدار حكم عما إذا كنتم أنتجتم أسلحة نووية أو تعرفون كيفية إنتاج أسلحة نووية". وعرض الكوريون الشماليون ما لديهم من معدات وخبرة فنية لانتاج البلوتونيوم، وأبلغوا هيكر بأنهم عالجوا ثمانية آلاف قضيب وقود لانتاج الطاقة الكهربائية مما يصبح معه البلوتونيوم منتجاً جانبياً. وقال هيكر: "النتيجة هي أن جميع إجاباتهم صريحة وسليمة من الناحية الفنية". ويذكر ان الازمة الكورية الشمالية اندلعت في تشرين الاول اكتوبر 2002 عندما اتهمت واشنطن بيونغيانغ باعادة تنشيط برنامجها النووي في انتهاك لاتفاق ثنائي موقع في1994.