واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - أعلن العالِم النووي الاميركي سيغفريد هيكر الذي زار بيونغيانغ أخيراً، ان كوريا الشمالية بنت في سرية وسرعة منشأة حديثة لتخصيب اليورانيوم. وشدد رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايك مولن على أن ما كشفه هيكر «يؤكد أو يبرر القلق الذي يساورنا منذ سنوات، في شأن برنامجهم (الكوريين الشماليين) لتخصيب اليورانيوم، وهذا ما يواصلون نفيه عادة». واعتبر أن «كوريا الشمالية تواصل السير على الطريق الذي يستهدف تقويض الاستقرار في المنطقة». وقال هيكر إن السلطات الكورية الشمالية سمحت له خلال تفقد مجمّع يونغبيون النووي، برؤية منشأة صغيرة لتخصيب اليورانيوم، تضم ألفي جهاز للطرد المركزي بُنيت حديثاً، مشيراً الى إبلاغه بأن المنشأة تنتج يورانيوم مخصب بنسبة 3.5 في المئة ستُستخدم لتشغيل مفاعل صغير. وأعرب هيكر الذي كان رئيس مختبر «لوس ألاموس» النووي في الولاياتالمتحدة، عن «دهشته» إزاء تطوّر المنشأة التي، وبخلاف منشآت نووية أخرى في كوريا الشمالية، تضمّ «قاعة تحكم متطورة جداً يمكن ان تلائم أي منشأة أميركية» نووية. وقال انه رأى «منشأة حديثة ونظيفة تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي، موضوعة في شكل مُرتّب»، لافتاً الى انه لم يستطع التأكد من ادعاء المسؤولين الكوريين الشماليين ان المنشأة تعمل. وقال هيكر الذي مُنع من التقاط صور: «هناك أسباب تدعو الى التساؤل عن صحة ذلك». واشار هيكر الى انه يجهل غاية بيونغيانغ من إطلاعه على المنشأة التي قال انها بدت مخصصة لإنتاج الطاقة الكهربائية. واضاف انه أبلغ البيت الابيض بما شاهده، فيما نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول بارز في ادارة الرئيس باراك اوباما اعتباره ذلك «عمل تحدٍ استفزازي آخر، يتعارض، اذا صحّ، مع تعهداتها والتزاماتها». ورجّحت صحيفة «نيويورك تايمز» ان تكون المنشأة الجديدة بُنيت في سرعة، اذ لم تُسجل خلال زيارات المفتشين الدوليين الذين طردوا من كوريا الشمالية في نيسان (ابريل) 2009. كما توقعت ان يكون النظام الكوري الشمالي حصل على مساعدة خارجية لبناء منشأة مماثلة، في التفاف على العقوبات الدولية. وانسحبت بيونغيانغ في نيسان 2009، من المحادثات السداسية لتفكيك برنامجها النووي، وأجرت تجربة نووية ثانية بعدها بشهر. وكانت اجرت تجربتها النووية الاولى عام 2006. وصنعت كوريا الشمالية اسلحتها الذرية من البلوتونيوم، وليس اليورانيوم المخصب. ورجّح مسؤولون اميركيون وخبراء ان تكون بيونغيانغ رغبت في عرض المنشأة الجديدة، لاستخدامها ورقة مساومة مع الولاياتالمتحدة في أية مفاوضات مقبلة. وقال مسؤول اميركي: «لديهم على الأرجح منشآت أخرى». وتزامن الكشف عن هذه المنشأة، مع بدء المبعوث الاميركي لكوريا الشمالية ستيفن بوسورث جولة في آسيا لمناقشة الملف النووي الكوري الشمالي، تشمل سيول وطوكيو وبكين. الى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه امس، ان 6 من كلّ 10 كوريين جنوبيين مستعدون لدفع التكاليف الباهظة للوحدة المحتملة مع كوريا الشمالية.