أظهر موضوع إجراء الانتخابات في العراق عمق الهوة التي تفصل بين مواقف المرجعيتين الشيعية والسنية، بعدما حاول كل طرف إخفاء تعارضه مع الآخر طوال الشهور السابقة. وقال جاسم العيساوي، الناطق باسم "الحركة الوطنية الموحدة" ل"الحياة" إن أطرافاً شيعية ما زالت تتهم زعيم الحركة أحمد الكبيسي بتدبير عملية اغتيال المرجع محمد باقر الحكيم في آب أغسطس الماضي. وتسود إشاعات في الشارع العراقي الآن عن حروب طائفية دموية بين الشيعة والسنة. ويؤكد كثيرون أن البعثيين يقفون وراء ترويج هذه الإشاعات باعتبارهم الطرف الوحيد المستفيد. وكشف عيسى جعفر مسؤول حركة "حزب الله" ل"الحياة" أن أحد عناصر الحركة السلفية قيد الاعتقال حالياً ويجري التحقيق معه في قضية اغتيال الحكيم، في مؤشر واضح الى أن جهات شيعية ما زالت تعتقد بأن السلفيين ينفذون هجمات على أهداف شيعية. من جانبه اتهم الشيخ عبدالستار جبار عضو "مجلس شورى هيئة علماء المسلمين" ما وصفه "تياراً شيعياً متطرفاً تدعمه إيران" بأنه يعمل بقوة ل"تهميش الدور السياسي لأهل السنة في تحديد مستقبل العراق". ورأت مرجعيات سنية عدة في بغداد أن إحدى أهم سلبيات التصعيد الإعلامي في دعوة المرجع الأعلى علي السيستاني إلى إجراء الانتخابات، كانت إشاعة انطباع بأن مرجعيات أهل السنة لا وزن لها ولا ثقل في موضوع تقرير مصير السيادة في العراق. ويبدو أن تكثيف الاهتمام بمواقف السيستاني السياسية شكل استفزازاً شديداً ل"هيئة علماء المسلمين" التي سارع شيوخها إلى رفض إجراء الانتخابات في الوقت الحاضر. وقالت مصادر في الهيئة ل"الحياة" إن إصرار السيستاني على إجراء الانتخابات في زمن الاحتلال هو طلب غير مناسب لأن الاحتلال سيتدخل في الانتخابات ومجرياتها لمصلحته بالطبع". وكشف مسؤول في "مكتب الصدر" ل"الحياة" أن "مرجعيات شيعية أثارت شكوكاً حول صحة تمثيل المرجع السيستاني لجميع الشيعة في العراق". وقال الأمين العام لقوات "منظمة بدر" هادي العامري ل"الحياة" إن "قوى سنية خارجية تساند الحرب على الشيعة" في العراق. وأكد العامري أن "الأردن يدعم السنة"، وقال ان "السيارات المفخخة التي قتلت الحكيم جاءت من الأردن وان تجهيزها بالمتفجرات جرى بمساعدة أشخاص يملكون إمكانات دولة". بالمقابل، وفي خطوة تتقاطع مع هذه الاشاعات والاتهامات علمت "الحياة" أن أطرافاً شيعية وسنية بدأت تنسيق اتصالاتها لوقف ما أسمته "تهميش دورها السياسي في تقرير مصير ملف السيادة"، في وقت اتهم مسؤولون في "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بعض رجال الدين السنة بأنهم يستغلون الخلافات الشيعية - الشيعية".