صدر أخيراً عن مكتبة العبيكان في الرياض كتاب "حصاد الإرهاب" لناصر بن مسفر القرشي الزهراني. يتناول الكتاب قضية الإرهاب وما قام به بعض الشباب المضلَّلين في الآونة الأخيرة من أعمال تخريب وتدمير وإيذاء للأبرياء، موجهاً الكاتب نداءه الى الأمة قائلاً: "لقد أدرك العالم كله أكاذيب الحلف الصليبي الصهيوني ومبالغاتهم في اصطناع عدو سموه "الإرهاب" وتحميله كل المآرب والمثالب والمطالب، بل لقد انقلب السحر على الساحر، وبدأوا الآن يحصدون ثمار أكاذيبهم وألاعيبهم التي ورطوا بها دولهم وشعوبهم في مستنقعات لن يخرجوا منها بسلام...". ويستطرد المؤلف قائلاً: "إننا بدلاً من أن نقف صفاً واحداً في وجه هذه المؤامرات الآثمة...، نفاجأ بين الحين والآخر بأناس من بني جنسنا وفئات من ذوي جنسنا...، تنادوا باسم الجهاد وتهاووا في المتآلف، وأساؤوا الى الدين وأهله...، وراح ضحيتهم أبرياء، وتعطلت مصالح كبيرة ومنافع كثيرة، إضافة إلى تعديهم على الدين، وتشويههم المنهج، وتجاسرهم على الفتوى". ثم قام المؤلف بحصر كلمة "الإرهاب" ومشتقاتها في مواضع عدة من القرآن الكريم، متوقفاً عند "آية الإرهاب" - كما سماها الكاتب - "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" الأنفال: 60، مقدماً شرحاً وافياً لها من جميع الجوانب. ونفى الكاتب أن يكون مجرد تقديم الأرواح ونثر الدماء مراداً في الإسلام، بل إن الإسلام جاء لحفظها وصيانتها، مبيناً بذلك الآثار المترتبة على ما قام به هؤلاء الشباب من مخالفة لروح الدين، وشق لعصا الطاعة وحرب على الجماعة، وأنه في مصلحة أعداء الإسلام، وعرقلة لمسيرة الدعوة، وجريمة قتل في حق المسلمين والمستأمنين. ثم تعرض بعد ذلك إلى "حكم الإرهاب" حيث قال: "إن علماء المسلمين في المشرق والمغرب، سواءً الأفراد أو ممثلو الهيئات الشرعية والمجمعات الفقهية، كلهم على رأي واحد تجاه الأعمال الإرهابية، وإن هذا الموقف بفضل الله تعالى هو أعظم صفعة للمعادين، وأقوى ضربة للحاقدين". وأورد الكاتب بعض الأسباب التي قد تودي بشبابنا إلى الانقياد خلف المضلِّلين، كالإهمال الأسري والاجتماعي والعلمي والرسمي، والفراغ والبطالة، والدعوات الهدامة، والإحباط، والتوجيه الخاطئ، وقلة القدوات العلمية، والتناقض، والكبت الديني، والتضييق في الرزق، والإخفاق، وتفشي المنكرات، والرفقة الضالة، وغياب منابر الحوار الحرة، والفهم الخاطئ للنصوص، والتغرير، وقصر النظر، واعتقاد جواز قتل غير المسلم، والعلاج بالقمع، ومظاهر الظلم والقهر، وعدم فهم روح الشريعة. وأخيراً أورد الكاتب بعضاً من طرق محاربة الإرهاب وأسباب اجتثاثه وسبل معالجته، مقدماً عدداً من الوصايا للشباب والعلماء والدعاة وولاة الأمر وعموم الأمة والمثقفين والكتّاب وللمرأة المسلمة. واختتم ناصر بن مسفر الزهراني كتابه "حصاد الإرهاب" بقصيدة أسماها "ثورة في وجه الإرهاب".