تجاهلت الحكومة الإسرائيلية اعتراضات من الطائفة اليهودية في بريطانيا، وأصرت على تعيين سفير جديد في لندن، وصف اختياره بأنه اهانة لسببين هما افتقاره إلى الخبرة الديبلوماسية ولغته الانكليزية الركيكة. وأفادت صحيفة "ذي غارديان" اللندنية أمس، أن شخصيات يهودية بريطانية كانت تحاول منذ أسابيع اقناع حكومة ارييل شارون بعدم تعيين زفي هيفيتس، وهو محامٍ روسي وصديق وثيق للنجل الأكبر لشارون ويشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة صحيفة "معاريف" المؤيدة لشارون، في منصب السفير في لندن. وزار إسرائيل الأسبوع الماضي وفد من المجلس البريطاني للنواب اليهود الذي يرى أن العلاقات العامة السيئة وليس سياسات الحكومة هي السبب في الانتقادات التي توجه إلى إسرائيل في بريطانيا، وقابل شارون وألح على ضرورة العدول عن تعيين هيفيتس واختيار مبعوث آخر يجيد التحدث إلى وسائل الإعلام البريطانية. غير أن الحكومة البريطانية قررت في جلستها الأحد عدم الالتفات إلى اعتراضات اليهود البريطانيين، وقررت ارسال هيفيتس على رغم تعبير بعض الوزراء عن عدم ارتياحهم لذلك. ويعتبر هيفيتس رجل أعمال ناجحاً، وهو شريك في ملكية فريق كرة سلة شهير في تل أبيب، إضافة إلى أنه نائب رئيس مجلس إدارة "معاريف". وهو أيضاً المحامي الذي يمثل بارون الإعلام الروسي الهارب فلاديمير غوسينسكي. وبدأ القلق في أوساط الطائفة اليهودية في بريطانيا عندما اتضح أن هيفيتس أقر بأن معرفته باللغة الانكليزية "محدودة". وساد شعور بعدم الارتياح أيضاً بسبب علاقاته مع عومري شارون وأوساط رجال المال الروس. ونشرت صحيفة "جويش كرونيكل" الناطقة باسم يهود بريطانيا، مقالاً عارض بقوة تعيين هيفيتس الذي سيحل محل السفير رفي شتوبر الذي كان تعيينه أيضاً "سياسياً" وواجه انتقادات في الأوساط اليهودية البريطانية بسبب لغته الانكليزية المشوبة بلكنة ثقيلة منفرة.