أعلنت رئاسة الوزراء البريطانية أن السفير البريطاني لدى إسرائيل أخفق في عقد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون لليوم الثالث على التوالي، في وقت أكد فيه المراقبون تزايد حدة الأزمة البريطانية - الإسرائيلية بعد توترات استمرت أسابيع عدة. فيما اعلن مسؤولون بريطانيون ان رئيس الوزراء توني بلير سيمضي قدما في خططه لاستضافة مؤتمر عن محادثات السلام في الشرق الاوسط الاسبوع المقبل، رغم رفض اسرائيل السماح لوفد فلسطيني بالمشاركة. وقال مسؤول حكومي: "المحادثات مقررة يوم الثلثاء" المقبل، لكنه رفض اعطاء تفاصيل عن المشاركين في المؤتمر. وقال الناطق باسم بلير في وقت سابق انه يجري وضع "اللمسات الاخيرة" لتفصيلات المؤتمر. ومن بين الخيارات التي تمت الاشارة اليها مشاركة الممثلين الفلسطييين في المؤتمر عبر الهاتف المرئي. من جهة اخرى، قال ناطق باسم رئاسة الوزراء إن السبب الذي قدمته إسرائيل لعدم عقد لقاء السفير البريطاني مع شارون هو الحملة الانتخابية الإسرائيلية وتتابع الأحداث الداخلية. لكن الحكومة البريطانية لا تخفي وجود أزمة في علاقات البلدين بعد رفض شارون السماح لوفد فلسطيني بالتوجه إلى لندن لحضور مؤتمر عن إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية كان مقرراً أن يعقد في لندن الثلثاء المقبل. وتراكمت الأزمات بين البلدين أخيراً بعد رفض بريطانيا رفع حظر على مبيعات السلاح إلى إسرائيل، ورفض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مقابلة وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارة قصيرة إلى لندن. وزادت الأزمة تعقيداً عندما التقى بلير في مقره أمس زعيم حزب "العمل" الإسرائيلي المعارض عمرام ميتسناع، في موقف اعتبر معادياً لشارون و"ليكود"، إذ جاء قبل فترة قصيرة من الانتخابات الإسرائيلية. وكان مقرراً أن يلتقي السفير البريطاني في تل أبيب شيرارد كوبر كروس مع شارون يوم الأربعاء الماضي، وكان يعتزم تسليم رسالة من بلير إلى شارون يحضه فيها على العدول عن قراره منع سفر الوفد الفلسطيني لحضور مؤتمر لندن. وينتظر أن يعقد لقاء شارون مع السفير يوم الأحد المقبل بعد عطلة نهاية الأسبوع اليهودية. وكان مكتب شارون أكد أول من أمس أن الحكومة الإسرائيلية لن تتراجع عن قرارها حظر سفر الوفد الفلسطيني. وأكدت رئاسة الوزراء البريطانية أمس أيضاً أن الترتيبات الخاصة بعقد الحوار مع الفلسطينيين مستمرة، ولكن لم يتم بعد الانتهاء من رسم الخطط الخاصة بذلك. وتقول مصادر رسمية إن وزير الخارجية جاك سترو سيعلن في وقت لاحق الطريقة التي سيتم بها هذا الحوار، بينما تحدثت تقارير صحافية عن عدول بريطانيا عن فكرة اجراء اتصال عن طريق الفيديو مع الوفد الفلسطيني في رام الله بسبب صعوبة تحقيق ذلك مع سيطرة إسرائيل على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. وهناك احتمال بأن يتم الحوار عن طريق الهاتف مع حضور وفد اللجنة الرباعية المؤتمر، إلى جانب ممثلين لمصر والمملكة العربية السعودية والأردن، إلا أن ذلك لم يتأكد رسمياً.