خلافاً لجلساته عام 2003 التي هيمنت عليها الاستعدادات لحرب العراق، يبدو المنتدى الاقتصادي في دافوس في دورته ال33، التي تبدأ الأربعاء المقبل، أكثر توازناً عبر المزج بين السياسة الخارجية ليبيا والعراق والشرق الأوسط، والاهتمامات الاقتصادية الحالية، مثل إطلاق المفاوضات التجارية أو تراجع سعر صرف الدولار. ويشير محلّلون اقتصاديون الى أن الأمر الجديد بالنسبة للمنتدى الذي يُعتبر تجمعاً للرأسمالية الليبرالية، هو عدم خوضه تنافساً إعلامياً مع مناهضي العولمة. وكان هؤلاء عقدوا العام الماضي منتداهم الاجتماعي في بورتو أليغري، في البرازيل، بالتزامن مع انعقاد "منتدى دافوس". وسيعقد مناهضو العولمة منتداهم السنة الجارية في بومباي في الهند. ويختتم أعماله عندما تبدأ اعمال "منتدى دافوس". وفي دافوس، سيكون نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني، الذي سيلقي كلمة في 24 الشهر الجاري، نجم المنتدى، على حد قول بعض المحلّلين. وسيكون الحاكم الأميركي المدني في العراق بول بريمر، هناك أيضاً، برفقة عدد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي لبحث مستقبل العراق. كما ستشارك ليبيا للمرة الاولى منذ 20 عاماً في دافوس ممثّلة برئيس وزرائها شكري غانم. وقد ضاعفت طرابلس في الفترة الأخيرة من بوادر نياتها الحسنة، خصوصاً باتجاه الولاياتالمتحدة عبر إعلانها في 19 كانون الأول ديسمبر الماضي تخليها عن برنامج تطوير أسلحة الدمار الشامل. وقال مؤسس المنتدى، كلاوس شواب، خلال مؤتمر صحافي لتقديم جدول أعمال المنتدى ان "السنة الجارية تختلف كثيراً عن العام الماضي"، مشيراً الى انفتاح ليبيا واعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وأضاف: "الناس باتوا أكثر تفاؤلاً. كما إننا نلاحظ المزيد من المؤشرات الايجابية على الجبهة الجيوسياسية". وفي المجال الاقتصادي، سيعقد عدد من وزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة الدولية ومديرها العام، سوباشي بانيتشبكدي، اجتماعاً في 23 الشهر الجاري بهدف تقويم فرص إعادة إطلاق المفاوضات المتعلقة بتحرير التجارة العالمية. وما زالت هذه المفاوضات متوقفة منذ فشل مؤتمر المنظمة في كانكون المكسيك في أيلول سبتمبر 2003، على رغم الجهود الأميركية الأخيرة لإعادة إطلاق الحوار في شأن تقليص حجم الدعم الزراعي الذي يُعتبر نقطة الخلاف الرئيسية. وسيشارك في المنتدى، الذي يُعقد في منتجع دافوس الواقع في كانتون غريزون، جنوب شرق سويسرا، نحو 2100 من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي، بينهم رؤساء مجالس الإدارة في شركات "نيسان"، كارلوس غصن، و"هيوليت باكارد"، كارلي فيورينا، و"فودافون"، ارو سارين.