افتتحت في مدينة مونتيري شمال المكسيك امس، قمة منظمة الدول الاميركية المخصصة للبحث في التعاون بين دول القارة في مجالات التجارة والهجرة والامن. وخيّم على افتتاح القمة التي تستمر 48 ساعة بحضور ممثلي 34 دولة عضو، خلاف بين الولاياتالمتحدة وسائر المشاركين، في شأن محاولات واشنطن تحديد مهلة نهائية تنتهي بحلول العام المقبل، لاقرار منطقة تجارة حرة في القارة، اضافة الى محاولتها فرض بند يتعلق باستبعاد دول من المنظمة بسبب اتهامها لحكومات تلك الدول بالفساد. وفي المقابل، تحاول الدول الاخرى المتخوفة من محاولات الولاياتالمتحدة الهيمنة على المنطقة، فتح نقاش في شأن تشدد واشنطن في ملف الهجرة في اطار سياسة مكافحة "الارهاب"، اضافة الى مناقشة جدول الاعمال الاساسي المتعلق بخفض مستويات الفقر وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية والديموقراطية في القارة. ووصل الرئيس الاميركي جورج بوش الى مونتيري امس، لحضور القمة التي سيحاول نظراؤه خلالها التوصل الى ارضية جديدة للاتفاق مع الادارة الاميركية التي عدلت منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر، سياستها حيال اميركا اللاتينية في شكل جذري. وسبقت القمة الاستثنائية في مونتيري التي يشارك فيها 23 رئيس دولة وحكومة وسط تدابير امنية مشددة، موجة من الاتهامات وجهتها دول اميركا اللاتينية الى بوش. وابدت البرازيل انزعاجها من فرض الولاياتالمتحدة تأشيرات دخول على رعاياها. وتصدى الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز للانتقادات الاميركية المتعلقة بعلاقاته مع كوبا. ولم تستسغ الارجنتين الملاحظات الاميركية المتعلقة بالتفاوض على ديونها. وترمي هذه القمة الخامسة الى تشجيع النمو المتوازن وتعزيز الحكم الديموقراطي وتأمين التنمية الاجتماعية ، خصوصاً الرعاية الصحية والتعليم في دول اميركا اللاتينية. لكن واشنطن تحرص على تضمين البيان الختامي قضايا مثل مكافحة الارهاب والفساد وبدء تطبيق منطقة التبادل الحر بين الدول الاميركية بحلول مطلع 2005. وقال خورخي فاليرو مندوب فنزويلا لدى منظمة الدول الاميركية ان اقتراح واشنطن في شأن مكافحة الفساد، غير واضح، متسائلاً عمن سيحدد الحكومة الفاسدة. واضاف: "نعتقد انه سيكون هناك خطر في ان تستخدم هذه الآلية كانتقام سياسي ضد اي حكومة". ورحبت المكسيك بحذر بوعود بوش تسهيل تأشيرات العمل للعمال المهاجرين المكسيكيين، لكنها ابدت رغبتها في معاملة خاصة جداً لهم، علماً ان 400 ألف مكسيكي يحاولون ايجاد فرص عمل في الولاياتالمتحدة هذه السنة.