اختتم زعماء منظمة الدول الامريكية أمس فى مونتيرى بشمال المكسيك اعمال القمة الاستثنائية لمنظمة الدول الاميركية التى شارك فيها 34 رئيس دولة من دول قارتى امريكا الشمالية وامريكا الجنوبية باستثناء كوبا، بالدعوة إلى الديمقراطية ومحاربة الفقر فى القارة الأمريكية وتعزيز الديمقراطية والتنمية الاجتماعية خصوصا فى مجالى الصحة والتربية0 وفي جلسة امس لم يضيع الرئيس الامريكي جورج بوش وقتا في قمة الامريكتين للدعوة الى نهاية لحكم الرئيس فيدل كاسترو في كوبا وتحول سريع الى الديمقراطية في الجزيرة الواقعة قبالة ساحل ولاية فلوريداالامريكية. وقال بوش في حفل افتتاح القمة في منتجع مونتيري المكسيكي امس الاول (على امتداد نموذجنا الديمقراطي يتعين علينا ان نواصل الوقوف مع شعب كوبا الشجاع الذي يعاني الطغيان والقهر منذ نحو نصف قرن). واضاف قائلا: (الدكتاتورية ليس لها مكان في الامريكتين لذا يتعين علينا جميعا ان نعمل من اجل تحول سريع وسلمي الى الديمقراطية في كوبا). كما دعا الرئيس الامريكي جورج بوش زعماء منظمة الدول الامريكية إلى المشاركة معا في الدفاع عن الديمقراطية في فنزويلا وبوليفيا وهايتي. وذكر بوش أن المشاركين في قمة عام 2001 التي عقدت في كيبيك اتفقوا على أن النظام الوحيد المقبول في دول الامريكتين هو الديمقراطية. من جانبه دعا رئيس شيلي ريكاردو لاجوس الدول الاربع والثلاثين الاعضاء في منظمة الدول الامريكية إلى المشاركة في (عقد اجتماعي) لمحاربة الفقر في المنطقة وإلى التعاون في محاربة الارهاب. وكان لاجوس أول المتحدثين في افتتاح القمة الخاصة لمنظمة الدول الامريكية التي تعقد في مدينة مونتيري بالمكسيك والتي تركز على محاربة الفقر في أمريكا اللاتينية وكيفية تحقيق التكافؤ في النمو. وقال إن الفقر يتزايد في المنطقة حيث ارتفع عدد الفقراء فيها إلى 25 مليونا منذ التسعينات. ودعا لاجوس الدول الاعضاء إلى وضع آلية للحوار ولدفع التنمية وإلى (عقد اجتماعي) من أجل تحقيق هذا الهدف. وأضاف أن الحاجة تدعو إلى تضافر الجهود في الحرب على الارهاب بعد أن جعلت هجمات سبتمبر الارهاب جزءا من العولمة. ودعا الرئيس المكسيكي فيسنتي فوكس إلى ترسيخ جذور الديمقراطية إلى الابد في المنطقة، وقال إن 44 في المئة من سكان الدول الامريكية أي نحو 220 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر وإن 57 في المئة منهم ليس لهم عمل ثابت. وذكر أن الفقر (يمثل تهديدا قويا) للنظم الديمقراطية الناشئة في المنطقة. وعلى الصعيد ذاته دعم الرئيس المكسيكي خطة الادارة الامريكية الخاصة بالمهاجرين غير الشرعيين، حيث قال في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس بوش في مدينة (مونتيري) التي تستضيف قمة الامريكتين والتي يشارك فيها 34 زعيما اننا في المكسيك نعتبر هذه الخطة خطوة مهمة ومشجعة لحل مشكلة المهاجرين. من جانبه رفض الرئيس بوش اعتبار هذه الخطة عفوا عن المهاجرين لان العفو يشجع على خرق القوانين. واكد بوش ان هذه الخطة ستساعد المهاجرين المكسيكيين و المهاجرين الآخرين من امريكا الجنوبية ان يكونوا مواطنين منتجين وفعالين ليعودوا الى بلادهم بأموال للاستثمار. وعزا المراقبون دعم فوكس لخطة بوش الى ان الخطة تساعد المهاجرين على شغل الوظائف التى لا يرغب بها المواطنون الامريكيون اضافة الى ايجاد برنامج مؤقت لهؤلاء العاملين يمنحهم نفس الحقوق التى تمنح للامريكيين في حال توظيفهم على ان يمنحوا اذونات عمل لثلاث سنوات قابلة للتجديد او للانهاء في حال قام اي منهم بخرق القوانين او مخالفتها. يذكر ان من بين ال20 مليون مكسيكي الموجودين في امريكا ثمة 14 مليونا منهم مهاجرون غير شرعيين يزاولون اعمالا متواضعة ووضيعة لا تدر عليهم الا دولارات قليلة لاتكاد تقيم أودهم0 وفي سياق متصل أصدر الرئيس الامريكي جورج بوش حظرا يمنع المهاجرين المتورطين في فساد رسمي من دخول الولاياتالمتحدة وهي مسألة مهمة في مختلف ارجاء امريكا اللاتينية، اذ تعتبر الولاياتالمتحدة الفساد الحكومي عقبة امام التطبيق القوي للديمقراطية والحكم الرشيد وتستخدم مؤتمرا تعقده 34 من دول الامريكيتين في المكسيك للحث على اتخاذ اجراءات حازمة ضد الفساد. واصدر بوش اعلانا يحظر على كل من (يتورط في الفساد او يستفيد منه) او افراد اسرهم، دخول الولاياتالمتحدة. ويشمل ذلك الموظفين العموميين الذين يطلبون او يقبلون اي اموال او عطايا اخرى في مقابل (اي عمل او اغفال في اداء وظائفهم العامة) يكون له اثر في الاضرار بالمصالح القومية للولايات المتحدة. الرئيس الامريكي يصافح نظيره المكسيكي على هامش القمة